الاثنين، 22 مايو 2017
66 الخروج من الدائرة
تحدثت بينج عن عائلتها التي نشئت معهم. أجدادهم لم يبدوا أي اهتمام لهما حيث أنهم كانوا يفضلون الأحفاد الذكور.
و هي أيضا لم تشعر بأن والديها يحبانها. اهتمت بها أمها و لكن كانت نادراَ ما تبدي اللطف من جهتها. لم يحتضنها أبيها من قبل مطلقا.
ربطت الأمر بحادثة وقعت عمدما كان عمرها 8 سنوات. حيث كانت تساعدها أمها لترتدي ملابسها، فأخبرت بينج أمها بأنها في تحتاج لفستان غير هذا اللون. و بطريقة ما استيقظ أباها و كان يرتدي ملابس بالية و رفعها ثم ألقى بها لتتدحرج على الدرج. نزفت الدماء من وجهها بشدة ولكن كان يتوجب عليها الذهاب للمدرسة. أبدى المعلم قلقه عليها، و لكن أحدا لم يتخذ أي اجراء جدي. رفضت أن تعود الى المنزل و ذهبت للإختباء في كهف حتى أخبر أحدهم أمها بذلك، و التي ذهبت إلى الكهف لتصطحبها. ذرفت أمها الدموع تبعا للوضع و لكن لم يبد أباها أي شفقة.
كانت بينج تبكي أثناء سردها القصة، واصفة ما تعانيه من آلام في قلبها.
كنت رفيقاَ بها، و لكنها كانت غارقة في عالمها المؤلم، و كانت بالكاد تتواصل.
أشرت إليها بأنني أيضا رجل. و أنا أهتم لها كإبنتي، و لكن من اللازم أن أتحدث بحنكة، لأن أباها هو المسبب لآلامها؛ و في نفس الوقت أبدي لها الإهتمام، كما أنني أيضا مثلت دور ولي الأمر الذي أذاها كثيرا.
نكست بينج رأسها، و ازداد انهمار دموعها. تحدثت عن رعبتها في الحصول على استقلاليتها، وأن تمتلك شخصيتها، و تتخذ القرارت بشأن حياتها الخاصة.
قلت لها بأنني أوافقها الرأي و أنني سأقدم الدعم الذي إقدر عليه.
تحدثت عن طريقة أمها في دفعها للزواج، و محاولة توجيهها للعمل.
ظللت أعيدها لنقطة الحاضر، وأنني رجلٌ يقدم لها الدعم.
استمريت في جذب انتباهها و جعلها تتنفس، لأنها كانت تحس أنفاسها في بعض الأحيان. من دون تحريك هذه الطاقة، لن يكون هناك أي فرصة للتقدم في هذه التجربة الجديدة.
تحدثت بنج مجددا عن رغبتها في الاستقلال بذاتها، و عن رغبتها في الخروج من الدائرة. كان هذا بمثابة سجن مصنوع من رغبات عائلتها.
وقف كلانا، و تخيلنا أن هناك دائرة تحط بنا. مسكت بيدها، مذكرا اياها بدعمي الذي أقدمه لها. هذا النوع من الدعم يجب أن يقدمه الأب بوجه خاص، و كانت تفتقر تماما الى هذا النوع من الدعم، بجانب الحنان الذي كنت أبديه لها. لذلك كنت أمدها بكلا النوعين من الدعم.
استغرقت بعض الوقت، و في النهاية قامت بخطو خطوة خارج الدائرة و أنا معها.
بعدها قمت بالأخذ بكلتا يديها و قلت لها: الأن لكي الأحقية بأن تضعي شروطك و التي ستبني علاقتك بناءا عليها. يمكنك الإصرار على كونك محبوبة و مقدرة لدى رجل.
أوصلت اليها هذه الرسالة لكي نحرز تقدما تجاه الخطوة التالية-لايجاد نوع مختلف من العلاقة مع الرجل، لم يكن هذا ببساطة نوعا من التكرار اللاواعي لأبيها. قالت "أستطيع أن أتمنى ذلك، أستطيع أن أطلب ذلك".
صححت لها لغتها، لأن هذا كان بطريقة ما غير مجدي- لغة موحدة الطاقة.
طلبت منها أن تقول ذلك بطريقة واضحة الحدود- لان هذا على الأقل ما أرادته، حدودها.
تأثرت بوضوح بهذه العملية. كان الأمر بسيطا، و لكن معززة بتوقها؛ دائما ما يركز العالاج بالجاشطالت على الدمج، بأخذ خطوات صغيرة والتي تدمج جسديا الى الوعي و الخبرة أثناء التجربة.
الخميس، 4 مايو 2017
انضم إلى السادية
والدة كاثي نوعا ما غير مستقرة، و بأسوأ الطرق. عند نشأة كاثي كانت أمها تحاول أن تجد طرقاَ لكي تلقي اللوم و تهاجمها و تعاقبها هي و أخواتها. كانت تجرح مشاعر الأطفال، و كانت صعبة جدا في بعض الأحيان. كان من الصعب التأقلم مع حالتها المزاجية المتقلبة و غضبها. و لكن في بعض الأحيان كانت، تصبح كريمة و عطوفة و تعتني بالأمور التي تحجات لإحتياجات مادية.
عانت كاثي من مشاكل عدة في زواجها. ففي بعض الأحيان كانت تبدو حنونة جدا، و لكن أحيانا أخرى تصبح شكاكة و فاقدة للثقة، و قد تصبح مزاجية جدا و تنتقد نفسها. كانت مرعوبة جدا من طريقتها عندا تلاحظ أنها تقلد سلوك أمها، و استطاعت أن ترى التأثيرات الهدامة على زوجها.
و لكنها شعرت بأنها عالقة للغاية، و أصبح من السهل اثارة حالتها، وجدت انه تقريبا من المستحيل أن تتوقف عن فعل هذا النوع من التصرفات. و علمت أن هذا يدمر زواجها، لذلك أتت طالبة للمساعدة.
في الجاشطالت نتقدم في اتجاه المشكلة، بدلا من الاتجاه في الابتعاد عنها. مشكلة كاثي هي أنها كانت تتحول الى ما كانت تخشاه. رأينا أن مقاومتها هي جزء من المشكلة، و نحن لا نريد أن نحاول مساعدة الشخص ليتغير. بدلا من ذلك فاننا فقط نساعد على العمل ضد المقاومة.
فأشرت الى أن هذا النوع من التصرفات و التي هي عانتها من أمها تعتبر تصرفات سادية. فوافقتني كاثي على رأيي. كما أنني أشرت بأن تصرفاتها تطابق هذا التصرفات. كان ذلك بلغة صارمة، و لكن اسطاعت كاثي أن تلاحظ فعالية هذه الطريقة و تسمية ما كان يحدث.
فدعوتها الى التركيز على هذه الجزئية أثناء القيام بتجربة. فطلبت منها ببساطة أن تكرر الجملة: "أريدك أن تشعر بالألم الذي أشعر به". هذه الجملة تظهر تعبر عن المحفزات العلاقية الكامنة للسادية. كلا من أم كاثي، و الآن كاثي يعانون من ألم كبير، و التصرفات السادية تحتوي على اشتياق كامن.
حاولت كاثي تكرار الجملة مراراَ، و على الرغم من أنها وجدت الأمر صعبا، ولكن شعرت في الحال أن هذه هي الحقيقة.
باحراز التقدم في اتجاه السادية لديها إستطاعت أن تتملك زمام الأمر.
بعد ذلك جعلت التجربة أكثر صعوبة فطلبت منها بأن تتخيل أنها تكلم زوجها و هي في حالتها المزاجية العكرة. فقامت بتكرار نفس الجملة. ثم سألتها عن شعورها لنرى تأثير التجربة عليها.
شعرت بالغثيان، خليط بين الكراهية ة الخزي و المتعة.
كان هذا قلب الهدف المنشود. من خلال التقدم مباشرة في اتجاه السادية، و المشاعر المصاحبة لها، استطعنا بلوغ مركز المحفزات، عن طريق الاختبار بدلا من الاكتفاء بوصف ما يحدث. بواسطة وضع كاثي في مركز التجربة، حيث أتخاذ القرارت الوجودية يصبح جلياَ.
بعد ذلك دعوتها لتقوم بالتنفس، لكي تجد مركزها. في الخطوة التالية طلبت منها أن تتصور أمها و هي تبتسم بسادية. و للمرة الثانية، شعرت بالقلق الشديد ، التوتر و الغثيان، طلبت منها أن تستحضر صورة القوة- الوجه القوي لبوذا. جعلها ذلك تهدأ.
بعدها جعلها تقوم بأمرين، رؤية أمها، الإحساس بالمشاعر، ثم تتخيل بوذا و تهدئ نفسها.
فطلبت منها أن توجه حديثا إلى أمها و تقول: "أنا متصلة بك عندما أكون سادية".
أظهر هذا جانباَ آخر من المحفز العلاقي، عندما تتصل جميع الحقول- الماضي و الحاضر أصبحا معا. السادية القصوي اندرجت في توحد كاثي مع أمها في صورة ما كانت كاثي يوما لتبلغها. و هذه هي الكيفية التي بها نتحول إلى ما نخشاه.
لذلك بالقيام بهذه العملية، تملك زمام التصرفات السادية، تملك زمام الرابط بينها و بين أمها، و في نفس الوقت الإحساس بالمشاعر التي تراودها و أمتلاك التصور الذي يهدءها. صار لديها القدرة على اجراء تغيير ايجابي في علاقتها و في تصرفاتها.
شعرت بالخلاص، و شعورا بالتجدد. طلبت منها بأن تمارس هذا التمرين عندما تراودها هذه المشاعر مرة أخرى.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)