السبت، 28 مارس 2015
مدونة جيشتالت # 40 – الاحتياج للدعم والاحتياج للاستقلال
امتلأت عيني مارثا بالدموع وكانت تعض على شفتيها لقد لاحظت ذلك ولكنها قالت أنها تحاول أن تخفي مشاعرها . دعوتها إلى أن تتنفس وتكون حاضرة فانهالت دموعها .
حكت قصتها الطويلة والمؤلمة والمصحوبة بالدموع حيث كان أبيها يعمل في مدينة أخرى بينما انتقلت مع أمها وأختها إلى قرية صغيرة للعيش مع جديها ولكن جدها اعتاد على مضايقتهم جميعا فإذا أحدث الأطفال بعض الإزعاج كان يهددهم بأن يلقي بهم خارج المنزل وقام بالفعل بوضع حقائبهم خارج المنزل مرات عديدة . تذكرت مارثا عندما كانت تعيش أختها مع جديها وعندما كانت مارثا وأمها تقوم بزيارتهم كانت تلاحظ مارثا تفضيل جديها لأختها عليها .
تركت أمها أخير المنزل ولكنها كانت امرأة جميلة مما جعل الكثير من الرجال الذين يعملون معها يأتون للمنزل لطلب الخروج مع والدتها ولكنها كانت تصدهم دائما ولكنها سمحت لأحدهم بالدخول وكانت مارثا ترتعب كلما جاء هذا الرجل إلى المنزل .
عندما انكشفت علاقة أمها بهذا الرجل عانت أمها من العار في المجتمع الصغير الذي كانوا يعيشون فيه وعانت مارثا من العار أمام الأطفال في المدرسة .عاد بعدها أبيها وانتقم جديها من أمها واستمرت آلامها .
كانت القصة مليئة بالألم والمعاناة وأثناء سر مارثا لها أمسكت بيدي بقوة وجلسنا سويا وظهر عليها أثر الفضفضة .
هناك أنواع مختلفة للقصص في العلاج النفسي فمنها القديم و قصص الموت والقصص المكررة والتي تهدف إلى تقوية الشعور بالعجز وجلب التعاطف . تحتاج تلك القصص إلى تجسيدها في الحاضر عن طريق إجراء التجارب وتنفيس المشاعر .
لكن هذه القصة كانت حية وكانت تنتظر وقت سردها منذ 30 عام وتم الإفراج عنها في الظروف المناسبة مما أدى إلى التنفيس والتكامل والراحة .
تركت يديها بعد أن هدأت ولكنني ظللت بجوارها .
أقرت مارثا بوجود شيء مضيء في قصتها وهي الألفة التي جمعتها بأمها وأختها رغم معيشتهم الصعبة حيث لم يمتلكوا للأكل غير الخبز والفول . وأيضا كانت علاقتها بأصحابها مضيئة وبخاصة صديقها الأول الذي كان يحبها ويدعمها خلال مشكلاتها العائلية .
واستمر هذا الدعم مع زوجها الذي كان قريبا منها وكانت تجمعهم علاقة حب قوية واستمر كل شيء جيدا ولكن بعد 20 عام لم تعد تحب مكان عملها الذي كان سكنها ومأواها عندما هربت من مشاكل عائلتها المؤلمة .
كانت تنظر في اتجاه مختلف حيث كانت تريد النمو الشخصي وتطلعت إلي تغيير عملها واستمر زوجها في دعمها فما كانت تحتاجه في علاقتهما هو الدعم الذي قام زوجها بتقديمه لها ولكنها الآن تبحث عن الاستقلالية وهو أيضا استمر في الإمساك بيديها .
توصلت إلى هدف الجلسة حيث احتاجت إلى وجودي بجانبها وقت اجتياز الألم ولكنني في النهاية استطعت أن اترك يديها حيث لم تعد تحتاج لذلك و احتاجت أن أكون بجانبها فقط .
وضحت لها نوعية العبارات التي يمكن توجيهها لزوجها لمساعدته لفهم حاجتها إلى أن تكون أكثر استقلالية وأيضا مساعدته للتعامل مع مخاوفه الشخصية . وأيضا كان سيعطيها ذلك الدعم الذي احتاجته منه حتى ترتاح لما سيحدث في حياتها المستقبلية .
عندما وصلنا لهذا الجزء في الجلسة كانت قادرة على التعامل مع نضوجها واختلافها و التغير السريع في علاقتها بزوجها ومركزها الجديد .
الجمعة، 20 مارس 2015
مدونة جيشتالت #39 –بائعة الزهور القوية
عندما سألت عن متطوعين كانت فران أول من تطوعت وأخبرتها بأنها كانت أول من سأل سؤالا .
بدلا من أن أوجه إليها الأسئلة بدأت بنقاط الاتصال الواضحة التي تجمعني بها وهي الأشياء التي ميزتها بعدها كان تجاوبي مع جوانب شخصيتها التي حصلت عليها .
قالت أنها كانت دائما أول من يتطوع وأنا أشهد لها بذلك مما أوجد بيننا أرضية مشتركة فسألتها عن العمل الذي كانت تريد أن تقوم به فقالت أنها تريد أن تفتتح محل الزهور الخاص بها وكانت مصممة على النجاح في ذلك . رأيت فيها امرأة شابة وذكية وواثقة في نفسها مما جعلني أصدقها عندما سمعت منها خططها للمستقبل .
يطرح ذلك مجددا أرضية العمل الخاصة بالعلاقات وما يتعلق بها من مصطلحات التعامل معها .
سألتها عن زهرتها المفضلة باحثا عن الرمز الذي سأستخدمه معها فأجابت بأنها تفضل زهرة الشمس فقلت لها أني أحبها أيضا وقلت لها عن ما أحبه في زهرة الشمس فقالت أنها تحب فيها أشياء عديدة فهي أزهار سعيدة ولامعة وقوية وطويلة .
لاحظت أن الطريقة التي قالت بها كلمة " قوية" كان بها الكثير من التأكيد فسألتها عن الطرق التي تختبر بها قوتها الشخصية فشرحت أنها قوية بالفعل وتحب جدا كونها قوية مما يجعلها حينما تشعر بالغضب يجعلها ذلك تشعر بأنها محطمة .
لذلك دعوتها إلى القيام بمصارعة علاجية بأن نقف أمام بعضنا البعض ويدفع كل منا الأخر . كان ذلك مرحا وجعلها تشعر بقوتها بطريقة آمنة ومرحة ومليئة بالتواصل كما بينت لها هذه التجربة أن غضبها ليس بالضرورة أن يكون سلبيا فمن الممكن أن يكون ايجابيا . صنع ذلك أرضية مشتركة أوسع بيننا.
قلت لها أن النساء الأقوياء لا يحظون بالتقدير في المجتمع ووضعت لها عوامل لنرى مدى تطابقها معها .قالت أنها تشعر أحيانا أن قوتها تجعلها تقهر الآخرين فطلبت منها أن تعطيني مثال لذلك فحكت عن موقفها من سائق تاكسي رفض تشغيل العداد حيث صرخت فيه بقوة فتفهمت رد فعلها بل أني لو كنت مكانها لفعلت نفس الشيء ولكنها تقول أنها تكون غير سعيدة عندما تخرج عن السيطرة .
لذلك سألتها عن مفهومها وعن عائلتها و من بها لديه نفس الصفة وهي الخروج عن السيطرة فقالت أن أبيها كان يظهر المشاعر القوية أثناء نموها فوجدت نفسها تحب أن تكون كذلك بدلا من أن تخاف من ذلك ولكنها لم تحب خروجها عن السيطرة عند الغضب كما حدث في واقعة التاكسي .
لكنها الآن كبرت وتستطيع أن تختار من طبائع أبيها ما تريد أن تكتسبه وما لا تريد اكتسابه لذلك وضعت أمامها كرسي لتمثيل أبيها وطلبت منها أن تتحدث إليه مباشرة وساعدتها لتكوين العبارات التي بها تستطيع أن تعبر له عن تقديرها لبعض الأشياء ورغبتها في الاحتفاظ بها ورفضها للبعض الأخر ورغبتها التخلص منها وعدم السير على خطاه .
شعرت بعد ذلك بالارتياح فلقد أصبحت قادرة على صنع الاختيارات المتعلقة بقوتها الزائدة بدلا من الإحساس بالسوء تجاهها .
هذا ما نسميه "التكامل" وهو لا يحدث فقط على المستوى الإدراكي في صورة نفاذ البصيرة ولا يحدث فيزيائيا على المستوى الجسدي ولذلك فهو بالفعل تغيير للاعتماد الجسدي .
الثلاثاء، 10 مارس 2015
مدونة جيشتالت # 38 ----المرأة التي فشلت
كانت مشكلة جيما هي الفشل فلقد فشلت في كل شيء فلقد قامت ب5 حوادث مع احد الشركات وفعلت أخطاء حسابية مع الأخرى وهكذا فهي تشعر بأنها الفشل ذاته .
عندما أظهرت مشكلتها قمت بالتركيز معها وهي تسرد قصة بعد الأخرى وتنتقل من قصة لأخرى وأنا اعمل معها لساعات دون أن أصل لأي شيء . ذكرت أيضا مشكلاتها مع والديها خاصة بعد ترك المنزل فهي تشعر بالغضب تجاههم وتشك في والدها ومحفزاته فلقد كان من الواضح أنها يائسة من وجود المساعدة مما جعلني أتفاعل معها رغم رغبتي في التراجع عن ذلك .
عرفت انه يجب أن أتحرك مباشرة إلى قلب الموضوع وأن ادخل نفسي فيه فقلت لها أن الفشل يحدث الآن بالفعل فهي تفشل معي وبالتالي يكون لها تأثير علي أيضا فأومأت رأسها فهي تشعر بتفاعلي معها بالطريقة التي اعتادت عليها .
الخطوة الأولى لأي شخص يحاول الوصول إلي طريقة لاقتحام النفس هي أن يجلبها إلى الحاضر بدلا من الاستماع إلى قصص عنها والطريقة الأفضل لفعل ذلك هي بملاحظة تحركها في العلاقات .
طلبت منها بعد ذلك أن نلعب لعبة بسيطة وهي أن تخمن طريقة تفاعلي مع فشلها معي وبعد كل محاولتين سأخبرها إذا كانت اقتربت من الحقيقة أم لا .
خمنت بأني أبذل قصارى جهدي لأبقى صابرا فقلت لا ثم خمنت بأني أشعر بالشفقة تجاهها فقلت لا .
قلت لها بأنني أشعر بالإثارة معها .
طلبت منها أن تخمن ما أشعر به تجاه ذلك فقالت أنني كنت أحاول كبت هذه المشاعر فقلت لها بأن ذلك جزء من الحقيقة فخمنت أني أشعر بذلك في بطني وصدري .
فأخبرتها بأنني أشعر كنت أشعر بالغضب تجاهها وأشعر بنوع من الضغط الداخلي في صدري .
طلبت منها أن تقوم بهذه التجربة حتى تتخلص من عائق الإحساس بالشفقة ودائرة الفشل المغلقة فأردت أن أجعلها تشعر بأن الألم كان مشتركا بيننا فلقد كنت أتألم أيضا .ثم طلبت منها أن تفعل ذلك وكان واضحا إحساسها بالاضطهاد من أبيها فكان من الأفضل ممارسة لعبة التخمين بصراحة ثم التصحيح بدلا من انعزالها مع تصوراتها .
بعدها طلبت منها أن نبدّل الأماكن بأن أكون أنا من يشعر بالحزن والفشل وتكون هي من تشعر بالغضب .
لاحظت أنها في دورها الجديد تماما تفعل مثل والديها فهي تعطي الدروس وتصرخ وتنتقد وتضغط عليها .
كان ذلك مفيدا لها حيث أخرجها من الجزء الخاص بالاستقطاب وأعطاها رؤية أوسع لما كان يحدث .
أعطيتها بعد ذلك تشبيها بالتوظيف حيث أنه كأنها وظفتني لأقوم بوظيفة الغضب منها ولقد قامت بذلك بنجاح حيث أنه في خلال دقيقة شعرت بالفعل بالغضب منها وأقررت بموافقتي في وقت ما أن العب الدور الأخر وكان ذلك الجزء الحزين .
شرحت لها بأن اللعبة بها شخصين فأقرت بأنها تذكرت حينما كانت تلعب دور الغاضب الضغط الذي كان يأتي من جدها وجدتها بنفس الطريقة .
فالحقيقة أن هذه هي طريقة إدارة حياتها العائلية .
أعطيت لها تشبيها أخر وهو سيناريو به مجموعة من الممثلين فقامت بإعادة إنتاجه ليشمل أجزاء من حياتها فهي وافقت على هذه العملية التي تتوافق مع ما كان يحدث بدلا من استخدام الألفاظ الثابتة مثل " المشكلة " وأيضا بالإشارة إلى الطبيعة التكرارية العنيدة والملزمة لتجربتها وما يحيط بها .
طلبت منها أن تختار بعد ذلك أي مسرحية شهيرة معتادة عليها و بها شخصيات مشابهة لتلك الموجودة في حياتها فوصفت مسرحية درامية معينة بها شخصيات تتشابه مع العملية التي قمنا بها.
سألتها بعد ذلك عن مثال لقصة أخرى لفيلم أو مسرحية بسيناريو مختلف فلقد كنت أنظر بشكل أوسع لمصادر أخرى في حياتها فاختارت " هاري بوتر " وبسؤالها عن الشخصية التي تريد أن تلعبها فقالت " هاري".
طلبت منها أن تنظر لي بنظرة هاري بوتر حيث أن اختيارها الأول لسيناريو الضحية كان باستخدام عينيها فنظرت بطريقة معينة.
جربت هذه التجربة و باستكشاف شخصية هاري بوتر في الأفلام وقدرته على مواجهة الموت تبين حصولها على إحساس قوي في مظهر هاري بوتر .
شعرت بتغير في هويتها وفي النهاية قمت بالتوصل إلى الاختلاف .
تطلب الأمر مني حتى أقوم بهذه التجربة أن أكون حاضرا وأمينا معها وان اعمل على العلاقة بمجموعة من التجارب كان أخرها تجربة " تغيير الأرضية " والتي تطلبت أيضا القيام بكل ما سبقها .
الجمعة، 6 مارس 2015
مدونة جيشتالت # 37 ----رمح الأذى و رمح الحماية
توقعت أن تكون سيليا في الثلاثين من عمرها ولكنها كانت في ال51 ولديها بعض الأطفال فما كان ملحوظا هو صعوبة حياتها الماضية أما الآن فهي هادئة مما يعطيها مظهر الشباب . كانت هذه أشياء لم أمتلك المساحة لاستكشافها ولكني لاحظتها حي أنه من المهم أن تميّز الانطباعات اللحظية وحتى مع العملاء المعتادين عليك يجب أن تظهر بعيون جديدة حتى تلاحظ التناقضات أو الأشياء المتعلقة بالعلاج .
كان الموضوع يتعلق بخوفها من الانتقال للحياة العملية في المجال التي أمضت الـ 10 سنوات الفائتة في التدريب عليه فلقد أرادت أن تكون عملة اجتماعية والآن بعد أن غادر الأطفال المنزل تحقق هدفها .
بدلا من التعامل مع ثقتها الشخصية أو البحث عن مخاوفها فضلت أن أبحث عن المحتوى الذي يتعلق بالدعم الذي تحصل عليه في بيئتها المحيطة حتى تعمل ما تريد فوجدت أنها تحصل على الدعم الاحترافي من مجموعة من العمال الاجتماعيين فلم يمثل ذلك المشكلة .
لكن أخبرها زوجها أنه سيقوم بتطليقها إذا أقبلت على العمل الاحترافي في هذا المجال وكان ذلك رد فعل عنيف جدا ولكنه لم يعطي الدهشة المطلوبة للتعامل في هذه الجلسة .
لكن عندما واصلت الأسئلة أخبرتني بأنها عاشت في علاقة منزلية عنيفة لعقود من الزمن .
بين ذلك أنها خلال 10 سنوات من الدراسة والعلاقة المرتبط بعملها الاجتماعي لم يظهر ذلك ولم تتلق أي دعم من أساتذتها .
من المهم ان تركز فى العلاج على المفهوم العام بالإضافة إلى المشاعر خاصة إذا كان ذلك المفهوم مؤذي فيجب أن يتم التركيز عليه .
لذلك لم أرد أن أركز على مواضيع أخرى غير أساس الموضوع وهو خوفها المفهوم حيث قالت أن العنف توقف مؤخرا فقط .
أخبرتها بما أشعر به حيث جلست معها وشعرت بالتواصل مع صعوبة مشكلاتها وأردت أن أدعمها لكني كنت حذر حيث أرد أن أتعامل مع الأمر بطريقة محترمة .
أشرت بأن الخوف هو أحد أفراد العائلة فوافقت على ذلك فطلبت منها أن تضع تعريفا للخوف فقالت أنه شكل يرتدي ملابس سوداء وله عيون كبيرة ويبتسم ويحمل رمحا .
سألتها عن المزيد من التفاصيل كمواصفات ملابسه فكنت أحاول أن أضعها على أرضية واحدة مع اتصالها مع الخوف ثم دعوتها إلى إجراء تجربة جيشتالت بأن تكون هي الخوف وتريني كيف يقف ومعه رمحه وعيونه الكبيرة .
فعلت ما طلبت منها وتفاعلت معها حيث انه من الجيد أن تقوم بمثل هذه التجارب مع الزبائن .
طلبت منها أن تجلس حيث لم أرد أن أضيع المزيد من الوقت في هذا حيث أن وصف الخوف وتقمص دوره يعني الكثير .
قالت أنها تشعر بأني أعطيتها الكثير في هذه العملية وهي لا تحب أن تأخذ المزيد حتى لا تكون مضطرة لأن تعطيني شيء في المقابل حيث انه تربت أن تكون جاهزة لأن تعطي للرجال وبالرغم من ثورتها ضد ذلك إلا انه لا يزال يؤثر فيها .
لذلك تجاوبت مع هذا الموقف وقلت " حسنا ماذا تريدي أن تعطيني ؟؟ أنا سأقبل أي شيء " فسكتت لفترة ثم قالت أنها تريد أن تعطيني التقدير لما فعلته معها حتى الآن .
بعد قول ذلك شعرت بالأمان مرة أخرى وكانت جاهزة لاستكمال العملية فمن المهم أن تستمع لما يحدث بالضبط لحظة بلحظة مع العميل وان تكون معه في نفس الأماكن .
سألتها عن مكان الخوف الآن فقالت أنه بداخلها حيث تشعر برمحه يرتكز في عقلها ويجرحها .
انتقلت مباشرة إلى وضع تقوية العلاقة معها فقلت أنني أشعر بالحزن العميق لألمها وأريد أن أنقذها وأحميها من الخوف ولكنني لا أعرف كيف يمكنني فعل ذلك .
تحركت لذلك وجلست في اتصال صامت حيث مثل ذلك لها شخص مختلف يهتم بها ويسعى إلى حمايتها حتى لو لم يوفر بالفعل الحل للمشكلات.
كانت لحظة فريدة لشخصين متصلين فأنا كنت المعالج وهى العميلة ولكن في هذه اللحظة كنا شخصين يجلسان سويا مع الألم حيث تعاملت مع ألمها بجدية ليس فقط كتجربة مسلية أو شكل للخوف ولكنه عقود من الخوف الناتج من العنف .
جلسنا سويا وقلبينا مفتوحان فأنا شعرت بلمسها بداخلي وهي أيضا شعرت بذلك وأقررنا ذلك .
ثم قلت " أمتلك أيضا رمحا ولكنه للحماية " ثم دعوتها لأن تأخذني مع رمحي بداخل قلبها .
استطاعت فعل ذلك بسهولة ثم انهالت دموعها فلقد شعرت بالحماية والاهتمام .
أشار طلبي بأنها تمتلك سلطة قوية بداخلها تعمل لصالحها بالإضافة إلى التي تعمل ضدها والتي نمت بداخلها من اجل الرجال .
بالرغم من أن مقدار العلاج لم يكن كبيرا إلا أن الأثر كان كبيرا حيث سألتها عن مكان الخوف الآن بداخلها فقالت أنها لم تعد تشعر بالرعب و حتى بسؤالها عن شعورها بالرعب من تكلفة الطلاق فقالت أنها لا تخاف من ذلك أيضا .
كان ذلك ببساطة مثال لما تحتاج إليه للتعامل مع العلاج المستمر للعلاقات الفاشلة الناتجة من سنوات طويلة من العنف حيث يجب عليك التعامل بحرص مع ذلك حيث من الممكن أن يتحول ذلك إلى عنف ولتجنب ذلك يجب أن تتأكد من انك خارج هذه الدائرة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)