الجمعة، 6 مارس 2015
مدونة جيشتالت # 37 ----رمح الأذى و رمح الحماية
توقعت أن تكون سيليا في الثلاثين من عمرها ولكنها كانت في ال51 ولديها بعض الأطفال فما كان ملحوظا هو صعوبة حياتها الماضية أما الآن فهي هادئة مما يعطيها مظهر الشباب . كانت هذه أشياء لم أمتلك المساحة لاستكشافها ولكني لاحظتها حي أنه من المهم أن تميّز الانطباعات اللحظية وحتى مع العملاء المعتادين عليك يجب أن تظهر بعيون جديدة حتى تلاحظ التناقضات أو الأشياء المتعلقة بالعلاج .
كان الموضوع يتعلق بخوفها من الانتقال للحياة العملية في المجال التي أمضت الـ 10 سنوات الفائتة في التدريب عليه فلقد أرادت أن تكون عملة اجتماعية والآن بعد أن غادر الأطفال المنزل تحقق هدفها .
بدلا من التعامل مع ثقتها الشخصية أو البحث عن مخاوفها فضلت أن أبحث عن المحتوى الذي يتعلق بالدعم الذي تحصل عليه في بيئتها المحيطة حتى تعمل ما تريد فوجدت أنها تحصل على الدعم الاحترافي من مجموعة من العمال الاجتماعيين فلم يمثل ذلك المشكلة .
لكن أخبرها زوجها أنه سيقوم بتطليقها إذا أقبلت على العمل الاحترافي في هذا المجال وكان ذلك رد فعل عنيف جدا ولكنه لم يعطي الدهشة المطلوبة للتعامل في هذه الجلسة .
لكن عندما واصلت الأسئلة أخبرتني بأنها عاشت في علاقة منزلية عنيفة لعقود من الزمن .
بين ذلك أنها خلال 10 سنوات من الدراسة والعلاقة المرتبط بعملها الاجتماعي لم يظهر ذلك ولم تتلق أي دعم من أساتذتها .
من المهم ان تركز فى العلاج على المفهوم العام بالإضافة إلى المشاعر خاصة إذا كان ذلك المفهوم مؤذي فيجب أن يتم التركيز عليه .
لذلك لم أرد أن أركز على مواضيع أخرى غير أساس الموضوع وهو خوفها المفهوم حيث قالت أن العنف توقف مؤخرا فقط .
أخبرتها بما أشعر به حيث جلست معها وشعرت بالتواصل مع صعوبة مشكلاتها وأردت أن أدعمها لكني كنت حذر حيث أرد أن أتعامل مع الأمر بطريقة محترمة .
أشرت بأن الخوف هو أحد أفراد العائلة فوافقت على ذلك فطلبت منها أن تضع تعريفا للخوف فقالت أنه شكل يرتدي ملابس سوداء وله عيون كبيرة ويبتسم ويحمل رمحا .
سألتها عن المزيد من التفاصيل كمواصفات ملابسه فكنت أحاول أن أضعها على أرضية واحدة مع اتصالها مع الخوف ثم دعوتها إلى إجراء تجربة جيشتالت بأن تكون هي الخوف وتريني كيف يقف ومعه رمحه وعيونه الكبيرة .
فعلت ما طلبت منها وتفاعلت معها حيث انه من الجيد أن تقوم بمثل هذه التجارب مع الزبائن .
طلبت منها أن تجلس حيث لم أرد أن أضيع المزيد من الوقت في هذا حيث أن وصف الخوف وتقمص دوره يعني الكثير .
قالت أنها تشعر بأني أعطيتها الكثير في هذه العملية وهي لا تحب أن تأخذ المزيد حتى لا تكون مضطرة لأن تعطيني شيء في المقابل حيث انه تربت أن تكون جاهزة لأن تعطي للرجال وبالرغم من ثورتها ضد ذلك إلا انه لا يزال يؤثر فيها .
لذلك تجاوبت مع هذا الموقف وقلت " حسنا ماذا تريدي أن تعطيني ؟؟ أنا سأقبل أي شيء " فسكتت لفترة ثم قالت أنها تريد أن تعطيني التقدير لما فعلته معها حتى الآن .
بعد قول ذلك شعرت بالأمان مرة أخرى وكانت جاهزة لاستكمال العملية فمن المهم أن تستمع لما يحدث بالضبط لحظة بلحظة مع العميل وان تكون معه في نفس الأماكن .
سألتها عن مكان الخوف الآن فقالت أنه بداخلها حيث تشعر برمحه يرتكز في عقلها ويجرحها .
انتقلت مباشرة إلى وضع تقوية العلاقة معها فقلت أنني أشعر بالحزن العميق لألمها وأريد أن أنقذها وأحميها من الخوف ولكنني لا أعرف كيف يمكنني فعل ذلك .
تحركت لذلك وجلست في اتصال صامت حيث مثل ذلك لها شخص مختلف يهتم بها ويسعى إلى حمايتها حتى لو لم يوفر بالفعل الحل للمشكلات.
كانت لحظة فريدة لشخصين متصلين فأنا كنت المعالج وهى العميلة ولكن في هذه اللحظة كنا شخصين يجلسان سويا مع الألم حيث تعاملت مع ألمها بجدية ليس فقط كتجربة مسلية أو شكل للخوف ولكنه عقود من الخوف الناتج من العنف .
جلسنا سويا وقلبينا مفتوحان فأنا شعرت بلمسها بداخلي وهي أيضا شعرت بذلك وأقررنا ذلك .
ثم قلت " أمتلك أيضا رمحا ولكنه للحماية " ثم دعوتها لأن تأخذني مع رمحي بداخل قلبها .
استطاعت فعل ذلك بسهولة ثم انهالت دموعها فلقد شعرت بالحماية والاهتمام .
أشار طلبي بأنها تمتلك سلطة قوية بداخلها تعمل لصالحها بالإضافة إلى التي تعمل ضدها والتي نمت بداخلها من اجل الرجال .
بالرغم من أن مقدار العلاج لم يكن كبيرا إلا أن الأثر كان كبيرا حيث سألتها عن مكان الخوف الآن بداخلها فقالت أنها لم تعد تشعر بالرعب و حتى بسؤالها عن شعورها بالرعب من تكلفة الطلاق فقالت أنها لا تخاف من ذلك أيضا .
كان ذلك ببساطة مثال لما تحتاج إليه للتعامل مع العلاج المستمر للعلاقات الفاشلة الناتجة من سنوات طويلة من العنف حيث يجب عليك التعامل بحرص مع ذلك حيث من الممكن أن يتحول ذلك إلى عنف ولتجنب ذلك يجب أن تتأكد من انك خارج هذه الدائرة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق