الثلاثاء، 13 يناير 2015
مدونة جيشتالت #32 – مصادر حقيقية
كان لدى ديانا مشكلتين أولهما أن ابنها البالغ من العمر 12 عام لم يكن يذاكر كما كانت تريده أن يذاكر .
طلبت منها أن تعطيه تقييما فأعطته 6 أو 7 فسألتها هل يقوم بأداء الواجب المنزلي فقالت نعم ولكن من اجل دخول مدرسة من القمة عليك أن تحصل على مجاميع عالية ولذلك كان الضغط عليه .
في البداية أجبتها من واقع خلفيتي ومعتقداتي المتعلقة بتربية الطفل الذي يكون موضع اهتمام الوالدين حيث أؤمن بأهمية أن يعيش الطفل حياة متزنة وأن التفوق الأكاديمي ليس أهم الأهداف .
كان مهما أن أوضح موقفي وأشعرها بالاختلاف وأبين لها رغبتي في المساعدة حيث أن ذلك سيظهر مدى تمسكها بما تسعى إليه .
اختلفت معي حيث أنها قرأت الكثير من كتب التربية وحاولت أن تترك لطفلها المساحة المناسبة للحرية ولكنها كانت قلقة على مستقبله ولا تعرف الطريقة الأمثل لتحفيزه .
لذلك طلبت منها الآتي: أن تجلس معه وتخبره ما كان يهمها في البداية في نشأته .
ثم تقوم برسم صورة لما يواجهه من مجتمع ونظام مدرسي مليء بالمنافسة حيث يحتاج إلى مجاميع معينة لدخول معاهد معينة . ستريه المعاهد المختلفة ومتطلبات كل معهد ومميزات وعيوب كل معهد .
ستدعمه بعد ذلك ليحدد أهدافه الخاصة وماذا يريد أن يكون في المستقبل وما يحتاج أن يفعله من اجل الوصول لهذه الأهداف .
بهذه الطريقة ستكون منطقية جدا مع مساعدته على إيجاد الأرضية التي يريدها وبعد ذلك تكون رغباتها هي توجيهه في اتجاه تحقيق أهدافه التي اختارها بدلا من أن تختار له.
مشكلتها الثانية كانت عن علاقتها مع زوجها حيث كان يذهب إلى البيت ومعه البيرة ليقرأ الجريدة و يكتب مدونته بينما يتجاهلها والطفل تماما.
لم يكن ذلك الموقف يسعدها ولكنها لم تكن تعرف ما يجب عليها فعله حتى لا يتكرر.
في الوقت نفسه كان زوجها يشارك في الحياة العائلية ويخطط للخروج وقضاء الوقت مع العائلة بالإضافة إلى صنع الوجبات .
لم يكن يوما متواصلا معهم بالشكل المناسب فلم يكن ذلك شيئا جديدا.
كان واضحا أن الإلحاح عليه أو الطلب منه أو حتى اقتراح إعطائه بعض التواصل الحقيقي لن يكون فعالاً .
سألتها عن مدونته فقالت أنها كوميدية وتتضمن الصور مع التعليقات المثيرة منه. تمنت أن يكون كذلك معهم في الحقيقة .
أصبح الاتجاه واضح حيث أنها لن تستطيع أن تغيره ولكنها تستطيع أن تنضم إليه فسألتها إن كان لديه آيباد فقالت أنها أخفته عنه فطلبت منها أن تعطيه له فورا وان تشتري لنفسها واحداً وبذلك تكون قادرة على التواصل معه بالكتابة .ستكون قادرة على التفاعل مع مدونته حيث أنه يرد على الناس الذين يقومون بذلك فتستطيع ان ترسل له بعض النقاط أو الخطابات أو السطور القليلة بينما هو يقرأ الجريدة تستطيع أن ترسل له بعض التعليقات . تستطيع أن تكتب الخطابات وتطبعها وترسلها إليه أو تضعها تحت وسادته .
بهذه الطريقة استخدمت ما هو متاح فبدلاُ من أن أؤكد قولها بان هناك شيء خاطئ فيها يجعله يتجاهلها نظرت إلى مكان المصادر الحقيقية وعن الطريقة التي تستطيع بها أن تتواصل معه بشكل مختلف عن ما يحتويه صندوق علاقتهما .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق