الجمعة، 13 فبراير 2015
مدونة جيشتالت #35 –الغضب من الزوج السابق
تتعلق مشكلة ماريون بتنظيم الرعاية المشتركة للأطفال مع زوجها السابق ولكن كان من الواضح أن ذلك ليس الأمر الرئيسي حيث أن الأمر الرئيسي هو عدم ارتياحها وعدم الإنهاء الكامل للعلاقة معه .
قبل البدء في التفاصيل قلت لها أني لاحظت أنها تنظر إلي بنظرات حادة في البداية وكان ذلك له تأثير كبير علي حيث أشترك مع زوجها السابق في كوني رجل وأن بعض الطاقة التي تشعر بها تجاهه تشعر بها معي الآن .
سأتلها عن مشكلها فأجابت " الغضب"
سألتها عن سبب غضبها فحكت لي قصة طويلة عن الظروف فسألتها مجددا: حسنا ماذا يغضبك بالضبط ؟ فبدأت في استكمال القصة الطويلة مجددا .
اضطررت أن أسألها مرات عديدة حتى أخبرتني عن السبب الحقيقي وهو أنها شعرت بالخيانة من زوجها السابق حيث توقف عن دعمها ماليا حتى يدعم التجارة التي كان يديرها وأيضا أخفى ذلك عنها وعن والديها الذين كانوا يعيشون معهم .
قلت لها : نعم أنت غضبانة أستطيع الشعور بذلك ولكن ما شعورك الآن ؟
بدأت في سرد أشياء تتعلق بأحكامها وآرائها أكثر من مشاعرها .
ثم قالت أنها تسترجع مشاعرها .
دعوتها لتخيل أنني زوجها السابق وتلومني فقالت أنها تشاركه اللوم أيضا .
لذلك طلبت منها مجددا أن تخبرني شيء واضح يبدأ ب " أن غضبانة بسبب ..."
أخيرا بدأت تعبر عن نفسها وسردت الأشياء التي أغضبتها .
تعرفت على مشاعرها وعن رؤيتي لها وكيف بعد ذلك أستطيع رؤيتها تتحول إلى دموع وأرى آلامها .
شجعتها على التعبير الواضح عن نفسها وظلت تتحول بين الغضب والدموع وشعرت بأنها مسموعة وتعبر عن نفسها بثقة أكبر . كان هناك الكثير من الصمت المليء بالمشاعر وتعريفاتي البسيطة .
في النهاية شعرت بأنها اخف حيث تخلصت من قدر كبير من الألم والغضب المحفوظ بداخلها منذ الطلاق .
حتى تنجح هذه العملية كان علي أن أكون مثابراً معها وأن أركز وعيها على التجربة وأن أقطع القصة لأصل إلى السبب العميق للغضب . وفرت لها وعاء عاطفي للألم والغضب وشجعتها أن تعبر عن نفسها وتطل ذلك بعض الوقت حتى تشعر بالاطمئنان .
أعطيت لها التعريف الصحيح التي جاءت إلي تبحث عنه وتريده فلم أكن زوجها السابق ولكن الطاقة كانت قوية بالقدر الكافي لأن تشعر بالرضا بالتعبير عن مشاعرها معي . أسهم ربطي في البداية بأنها تراني رجل مثله في استلهام قوة مشاعرها وأن تشعر بأن ذلك ليس مجرد تمثيل .
كان ملحوظا أنها لم تصرخ أو تصيح أو ترمى الوسائد أو حتى ترفع صوتها حيث أن الغضب يتحرك في العلاقات وليس من الضروري أن يتحرك خلال وسائل العلاج الدرامية .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق