الاثنين، 29 سبتمبر 2014
22. ذئب عند الباب
" مات " كان رجل أعمال ناجح .قضى معظم شبابه يتعلم و يأخذ دورات تعليمية ويقرأ فى الكتب ويبنى قدرته الشخصية .
انفصل مؤخرا عن زوجته وأخذت حياته منعطفاً جديدا مع علاقة جديدة .زوجته السابقة كانت ناقمة جدا خاصة على حساباته و حياته العملية
.بالرغم من أنه كان ناجح ولديه أعمال منتشرة اجتماعيا الا أنه لم يكن عنياً .كانت تلومه دائما على ما اعتبرته نقص فى النجاح المالى .
جاءنى بعد ما واجه أزمة تنفس فى مكان عمله .وظل مشلول معظم اليوم .
من الواضح ان ما أشعل الموضوع كان محادثة فى الصباح مع زوجته السابقة التى طلبت منه أن يلغى كل خططه الصباحية ويذهب ليأخذ ولده حيث أن سيارتها بحاجة الى أن تذهب الى الورشة . كالعادة فى تواصلها معه كانت وقحة و لوّامة و ناقمة .
بالرغم من أن احداث كبير أخرى حدثت مؤخرا – كفقده لعقد كبير كان يتوقعه و تأخر حسابات كبيرة عن الدفع الا أنه كان يقوم بأشياء ايجابية مثل أن يكتب فى كتاب وان يبنى مستقبله المهنى لكن لم يدفع أحدهم فى الحال و قاضاه شريكه السابق ولكن فى النهاية لم يجد حسابه البنكى إلا 100 دولار فقط .
سألته عن شعوره و طلبت منه أن يخبرنى عن كل ذلك .ظل يجاوب بأفكاره عما كان يحدث وعن تاريخه مع الحساب و لكنى قاطعته ووجهته الى تسجيل حالته الجسدية .
قال أنه فى الماضى أثناء أزمة التنفس شعر جسده بأنه فى جاكت مستقيم . الأن هو يشعر بأنه عرضه للخطر و خائف خاصة عند الصدر .
طلبت منه أن يركز على هذه الأحاسيس فلاحظ ارتفاع الحرارة ووجود طبقة من الخوف .قال أنها كغريب يقتحمه .
بعدها أعطى التشبيه الذى اعتاد والده أن يعطيه – الذئب عند الباب .
عادة ً عندما كان واثقاً فى نفسه كان يجيد التعامل مع التحديات . أما الأن و بعد ان ذهبت ثقته فى نفسه أصبح الذهب قادرا أن ينال منه .
اقترحت ان الذهب لم يكن فقط عند الباب ولكنه كان واقفا عليه .
لذلك دعوته الى أن يتخيل أن الذهب واقف عليه .قال "لعابه يتساقط علي جسدى " .لذلك طلبت منه ان ينزل لأسفل ويسمع صوت الذئب ويشعر بلعابه يتساقط على وجهه .وجهته الى ان يتنفس بعمق ويحس بالخوف فى جسده ويبقى حاضرا .أخبرته بأنه سيشعر بطاقة ضخمة فى جسده وعندما يحدث ذلك يمكنه أن يوقف العملية فى الحال .
فعل ذلك و انتصب جسده كله و دخل فى تشنجات .بعض قليل من الوقت فتح عينيه و لاحظ كونه مندهشاً فهو يشعر بطاقة كبيرة فى جسده .
بعدها دعوته أن يتخيل أنه هو الذئب ويقف فوق " مات " ويسقط عليه اللعاب .طلبت منه أن يتحدث الى مات و يعطيه بعض الرسائل .
بعدها بوقت قليل فتح عينيه وانطفأت كل مصابيحه وقال " انه حقا ذئب حكيم " .
أدرك انه كان مثل الخروف ومن ذلك الموقع كان ضعيف وغير واثق و معرض للخطر وانخفضت ثقته فى نفسه .أما الذئب فكان ممتلئ بالطاقة للتعامل مع التحديات فقد كان يواجه باحترافية .
فى هذه العمليةاستخدمت التعريف وخاصة البداية بالاستنتاجات التي توفرها الخبرة الجسدية .تتبعت معنى " الاقتحام " وانه أكثر من مجرد تهديد صريح .لقد أصيب بالشلل من الخوف – خبرة فورية مع الخطر .
فى طريقة جيشتالت نحن نخطوا فى تجربة الخطر ولكن مع الدعم الكافى .بعدها نذهب الى النقيض بأن نمثّل الخطر مما يؤدى الى معالجة التمزّق .
الأحد، 28 سبتمبر 2014
21. المرأة الشرسة
انفصلت " سينثيا " مؤخرا عن زوجها الثالث بعد زواج دام 20 عام .أرادت أن تعمل مع الحلم .
نصحتها أن تخبر بذلك فى الحال كما كان ذلك يحدث بالضبط .
قالت :
أنا نائمة على الكنبة .هو يأتى و يحتضننى و يقبّلنى . يخبرنى بأنه أشترى للتو منزل جديد بسعر رخيص .المنزل به غرفة نوم جديدة .
نحن نمشى الى منزلى حيث يوجد ولد يمسك قطة من الخشب ويرميها بالداخل من خلال النافذة .الأن " جون" (الزوج ) يأتى و هاتفه يرن يقول أنه مضظر لأن يتحدث على انفراد فأستنتج أنه لديه صديقة جديدة .
طلبت منها بعد ذلك أن تلعب بعد الأدوار وتصف نفسها فى كل دور .
أولاً المنزل – قالت " أنا جديد و لامع و جيد و أفضل كثيرا من المنزل القديم وسعيد و كبير و واسع "
بعدها دور جون – قالت " أنا سعيد أريد المنزل ، انها معجزة أن أشتريه ، أنا قوى ، أمتلكت الغرض "
ثم دور قطعة الخشب التى عبرت النافذة – " أنا صلبة و قوية ، البيت القديم ليس له قيمة ، أردت فقط أن أظهره مكسورا وأن أحدث ازعاج شديد "
بعدها دور الولد – البالغ من العمر 13 عام فى الحلم – " أنا موذى و قوى "
بعدا الصديقة الجديدة- " أنا مثيرة للاهتمام و فضولية "
أخذ ذلك كله بعض التوجيه حيث ظلت "سينثيا " تريد أن تخبرنى باستنتاجاتها عن معانى كل جزء .لكن فى جيشتالت نحن ننظر الى الخبرة المباشرة بدلا من الأحكام المسبقة أو التربيطات .لذلك ظللت أوجهها للعودة الى التعرّف على كل جزء و الى تسمية مشاعرها بدلا من اعتقاداتها .
سألتها ما الذى ظهر أكثر – الولد . يحب اللعب و خارج عن الشخصية .
لذلك ربطت ذلك بحياتها الحالية – ما الشيء الذى يمكن ان يكون خارج عن الشخصية ؟
"سينثيا " قالت – البقاء بالخارج طوال الليل واشعال النار و حضور حفلة على الشاطئ فى ضوء القمر ثم النوم على الشاطئ .
قالت أنها كانت تود أن تحضر جون ولكنه " لايريد أن يرى المرأة الشرسة بداخلى لذلك تعلمت ان أفعل ذلك دائما فهو لن يستطيع التعامل مع اختلاف توقعاته عن ما سيشعر به بالفعل "
أوضحت أنها حاولت لسنوات كثيرة أن تجبره على المجيء ليرقص معها روك اند رول ولكنها فى النهاية استسلمت .
اقترحت عليها أن تتوقف عن الانتظار و تذهب بمفردها الى حصص الرقص .
طلبت منها بعدها ان تتخيل نفسها وهى تقول سيء شرس لجون ، شيء خارج عن الشخصية .لعبت دور جون وهى أستطاعت ان تقول ذلك لى مباشرة .
كانت ستخبره أنها تريد أن يترك كلا منهم وظيفته و يحصلا على يخت و يبحرا فى البحور أينما تأخذهما الأمواج و هى ستطبخ ويكتبا الشعر سويا .
طلبت منها أن تقول له هذه المرة شيء قوى جدا ، شيء فيه تحدّى .
-أخبرته بأنها تعبت من تعاطيه للمخدرات و غضبانة من تضييعها لأخر سنتين فى انتظاره ليفعل سيء مختلف .لن ترضى بالوعود بعد الأن فهى تريد أفعال .
أعطيتها نتيجة العملية الأخيرة – كانت واضحة جدا و واقعية و من موقعى الغير مدافع حيث أقوم بدور جون ( شيئا ما وجده صعبا بالتأكيد ) ، قدّرت وضوحها جدا .
دعوتها لتكون أكثر قوة و أقسى و أكثر شراسة .
قالت بعض العبارت عن نفسها و عن حدودها .
مرة أخرى أعطيتها النتيجة .
شعرت بأنها أزدادت قوة كثيرا .
فى جيشتالت نصمم التجارب لاستكشاف الرموز التى تظهر .فى هذا الحلم كان هناك الكثير من الرموز ولكننا سنفحص الذى مثّل لها الطاقة الأكبر – فعل شيء مختلف عن الشخصية .
ونترجم ذلك بكونها شرسة و قوية و تضع نفسها فى الأمام بايجابية وبسلبية أحيانا .
لقد شاركت فى التجربة بلعب دور الشريك و إعطائها النتيجة .ساعد ذلك على جعل الأمر أكثر واقعية لها وأيضا ً قدّم لها إحساس الأمان لتجربة طريقة جديدة للشخصية .
يتعلق جيشتالت بتجربة الشيء المختلف مع التشجيع والتركيز على المفاتيح الأساسية التى تظهر فى الإدراك – الأحلام جيدة جداً لتمرير هذه المواضيع .
الاثنين، 22 سبتمبر 2014
20. الغطاء البارد
" جين " كانت متضايقة من المشاركة فى مجموعة .جاءت وسلمت بالأيدى .لم ترد أن تتحدث عن المحتوى الذى كان جيدا .عملنا فقط مع الطاقة .طلبت منها أن تصف تجربتها .تحدثت عن كونها باردة .سألتها عن تشبيه يصف لنا ما شعرت به .قالت " غطاء بارد" .سألتها أن ترينى أين كان ذلك فى الجسم – أسفل المعدة .
طلبت منها أن تتحدث كما لو كانت هى الغطاء " أنا غطاء بارد " . فعلت ذلك ثم تكلمت عن طريقة عزلها للحواف.
طلبت منها أن تحدث كما لو أنها هى الحواف . "أنا حافة " وبعدها قامت بوصف ظواهر أخرى لكونها حافة .
طلبت منها ان تضع يدها على المكان الذى كان فيه الغطاء البارد واليد الأخرى حيث كانت الحافة ( على جانبها ) .ثم تتنفس فى هذه الأماكن وهذا قام بتقوية مشاعرها .بدأت أرجلها فى الاهتزاز فقمت بتشجيع ذلك.
شعرت بمزيد من الحزن وكانت تبكى ولكنها لم تستطع أن تعبّر عن ذلك.
لذلك طلبت منها أن تحرك أصابع قدميها .وجدت صعوبة فى ذلك وأستطاعت أن تفعل ذلك مع قدم واحدة فقط .بعدها بقليل شجعتها على أن تحرك أصابع القدم الأخرى.
بدأت فى التجشؤ مرات عديدة .قالت أن ذلك مألوفا لها .
التجشؤ فى المعانى الجسدية هو تنفيس ممتاز وهو البداية نحو التعبير عن المشاعر .
تأكدت أنها شعرت بارتفاع طاقتها ولكن لم تتحدث بعد .لذلك قمت بتشجيع التنفيس الجسدى وتدريجيا أستطاعت أن تقول بعض الكلمات عن مشاعرها . طلبت منها أن تقول الكلام مباشرة كما لو أن الشخص الذى جرحها موجود هناك .
كان ذلك تكملة لكثير من الألم الذى تحملته فى صمت لسنوات كثيرة .
أن تطلب منها أن تعبّر عن مشاعرها فى هيئة تشبيهات ( غطاء ، حافة ) نستطيع أن نتعامل معها مباشرة و بطلبنا منا أن تمتلكهم قمنا بتركيز إدراكها الذى كان مشتتا و متجنبا فمنالطبيعى أن لا أحد يريد أن يشعر بالألم .
بتشجيعها أن تبقى على الطاقة و المشاعر بجسدها قمنا بتغيير طريقة تفكيرها تماما وسمحنا بحدوث الانكشاف الطبيعى .اذا بقيت مع العملية الجسدية سيحدث ذلك دائما حيث أن الجسد دائما يريد أن يتحرك نحو التعافى .
الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014
19. الانجذاب و الحواجز
" ديي" كانت امرأة شابة تتحدث عن خوفها .قلت لها " ما الذى يخيفك ؟" فأجابت " الرجال " .طلبت منها التوضيح .شرحت بأنها أرادت جذب انتباه الرجل ولكنها أيضا كانت خائفة من ذلك.
ذكّرتها بأنى بالإضافة لكونى معلم و معالج فأنا أيضا رجل .قالت " نعم ولكنى لا أفكر فيك بهذه الطريقة " .
كان تركيزى على استحضار الموضوع وعلى العلاقة .أردت أن أستخدم نفسى كآلة فى عملية استحضار المزيد من الإدراك و تحسين الخبرة بالعلاقة .
لذلك رددت بأننى رجل و من الممكن أن يكون ذلك مفيدا لملاحظة ماذا يعنى ذلك لها .
قالت أن ذلك مخيف .سألتها " لماذا ؟". فلقد كان من الممكن أن أراها جذّابة.
ما الخطأ فى ذلك ؟ لأننى كان من الممكن أن أقع فى حبها ويؤدى ذلك الى موقف صعب لا تريده هي .
لذلك دعوتها أن تقول ذلك لى مباشرة " لا أريدك أن تقع فى حبى فأنا غير متاحة لك " .
شعرت بارتياح شديد عندما اعلنت عن وجود حاجز .
بعدها أظهرت خبرتى قائلا " أنا أيضا لا أريد أن أقع فى حبّك فأنا أراك جذّابة وهذه الحقيقة موجودة فى حدودك وفى حدودى" .
قمنا بعدها بمحادثة حيث قلت بعض الجمل التى تصف كيف مثّل لى كونها جذّابة و كيف كان ذلك بالنسبة لها .كانت على حافة موضوعها فهى تريد جذب الانتباه ولكنها تخاف من ذلك .
لذلك بأكتشاف ذلك بطريقة أمنة تستطيع أن تحصل على الخبرة التى تجعلها ترتاح لقدرتها على تحديد الحواجز و التعبير عنها والتعامل مع الانجذاب بدون أن يكون ذلك صعبا عليها.
شعرت كثيرا بالإحراج أثناء المناقشة و عند نقاط عديدة لذلك كنت أتحوّل للتركيز على تجربتى الشخصية .اعترفت بأننى أيضا لم أجد الأمر سهلا فلقد كان شيئا أردت أحيانا أن أبعده عن إدراكى .لذلك كان جيدا أن نكون قادرين على تسميته و تجربة اتصاله باللحظة الحالية دون الخوف من خروجه عن السيطرة.
كانت هذه تجربة جديدة عليها وأعطتها الثقة فى قدرتها على وضع الحدود و التحدث عن الموضوع و إدراك ما نسميه المظهر المثير للعلاقة بدون أن يشكّل ذلك مشكلة .
تستخدم صحة تأكيدات جيشتالت فى عملية زيادة الإدراك و جلب ذلك الى العلاقة .
الجمعة، 5 سبتمبر 2014
18 الأجازة الصغيرة
عاشت " ترودى" مع خالتها و عمها. اعتبر عمها أن اهتمامها بعلم النفس هو طيش منها وظل يضغط عليها لتحصل على وظيفة وينتقد صرفها للمال على الورش التعليمية وأخبرها أن عليها أن تتزوج قريبا.
عندما سألتها عن ماذا تشعر فى جسدها أجابت بأنها تشعر بألم فى كتفيها.
جسديا فهذا مرتبط عامة بأحساس زائد بالمسؤلية.
بالتأكيد قامت بالضغط على نفسها بهذه الأشياء .الحصول على وظيفة فما هو نوع هذه الوظيفة ، الخ .سألتها ماذا أرادت أن تفعله علاجيا. لكنها شعرت بأنها تحتاج الى الممارسة والخبرة الحياتية قبل أن تكون جاهزة لذلك. سألتها متى يحدث ذلك فأجابت " عندما أكون أكبر ".
فى جيشتالت نهتم دائما بالتحديد لذلك سألتها " عند أى عمر ؟ " أجابت بأنه عندما يكون عمرها 80 .
لذلك أحترت اى نوع من الأعمال تريد أن تقوم به من وقت لآخر .هى تظن أنه من الصعب أن تفكر فى كل ذلك بوضوح وذلك لما تشعر به من ضغط عليها.
لذلك دعوتها أن تأخذ راحة من هذا الضغط وأن تأخذ أجزة لمدة دقيقة واحدة . ولأنها كانت معى فى هذا الوقت. لاحظت منها شيئا اثار تقديرى .ودعوتها أن تفعل نفس الشيء.
جعلها هذا حاضرة و متوافقة أكثر فى العلاقة معى ومنحها باستنتاج ايجابى ( لاحظت أنها لم تتلق أى تشجيع من والديها وتلقت منه الضغط فقط ) وجعل ذلك فى إدراكها الحسى .نستخدم هذه العمليات التحضيرية فى جيشتالت لنخرج الناس من قصصهم و خططهم.
اقترحت هنا القيام بتجربة جيشتالت.
استرخت لمدة قصيرة لكن وجدت من الصعب عليها ان تمنح نفسها المزيد من " الأجازة".
قمت بفحصها وتوصلت الى المكان الذى يؤلمها بكتفيها وضغطت عليه بأصابعى .لم يكن ذلك تدليكا ولكنه جلب الإدراك الى نقطة التوتر و تقوية إدراكها لذلك حيث أنها معتادة على هذا الألم ولكنها لا تأخذه بعين الأعتبار.
عندما تركتها كانت قادرة ان تتخلص من الضغط.
بعدها جربنا مجددا الأجازة المختصرة قبل مناقشة موقف الوظيفة بشكل أوسع.
لنرجع لل " أجازة " التى وجدتها مجددا صعبة .
عبرت عن حزنى أن ذلك كان صعبا عليها وكان أهتماى انها لن تعيش الى سن كبير اذا واصلت الضغط على نفسها.
قام ذلك بتركيز إدراكها على الصورة الكبرى و نتائج الحياة مع الكثير من الضغوط.و جعلها ذلك تستنتج أن هذه العادة ستأخذها الى طريق لا تريد هى أختياره.
يتعلق جيشتالت فى المقام الأول بالاختيار .
الاثنين، 1 سبتمبر 2014
16 العيون المبتسمة، العيون الخائفة
قلت له " أفضل من أن تكون عيون خائفة "
أردت أن أستحضر التناقض.شيء عظيم أنها تشعر بالأمان معى ولكن ذلك فقط لأنها لم ترى الجزء المخيف منّى. وماذا عن جزئها المخيف. اهتمامى هو التحرك نحو علاقة أكثر اكتمالا أكثر من مجرد الاكتفاء بافتراضية الأمان.
لذلك سألتها متى امتلكت عيون خائفة و تحثت عن أوقات لى عندما كنت غضبان و عندما كنت مجروح.
تحدثت عن غضبى . سألتها عن مثال محدد. حكت عندما كان زوجها يكلمها على الهاتف فقالت له أنها مشغولة وليس لديها وقت للحديث. تحدّث هو كثيرا و هى ظلت على الهاتف. وكان ذلك نمط بعيد المدى.
لذلك اقترحت القيام بتجربة.
وقفنا مواجهين لبعضنا ووضعنا ايدينا بالأعلى ثم أعدنا ما حدث مع زوجها عندما دفع الحاجز الذى وصعته .دفعت أيديها ببطئ الى الخلف فاضطرت اما ان ترجع خطوة للخلف او ان تقع على الأرض.
ثم طلبت منها أن تدفعني في المقابل فقامت بذلك ولكن بضعف شديد .فعلنا ذلك مرات كثيرة .
شجعتها أن تمسك بالحاجز. أخيرا استجمعت قواها و قامت بدفعة قوية جدا معاكسة. شعرت بقوتها.
سألتها بعدها أن تقوم بدور زوجها و تقوم بدفع حواجزى. كان ذلك محرجا لها فهى خطوة كبيرة لا تكفى لأن تجعلها هى المعتدى.
هذه المرة طلبت منها ألا تسمح لى بدفع الحاجز بل تمسك به و تقاوم قوتى .شعرت بشلل فى قدميها و نقص فى قوة يديها .لذلك طلبت منها ان تنقل إدراكها الى قدميها .بعد وقت قليل طلبت منها ان تتقدم خطوة للأمام ورجعت أنا خطوة للخلف .فى النهاية استطاعت أن تستخدم كل جسدها وكنت أواجه صعوبة فى دفعها للخلف وكانت تستخدم قوتها جيدا.
شعرت بأنه لقاء قوى جدا.
كانت ذلك تجربة قوية فبدلا من الحديث عن الموقف قمنا بأستحضاره بيننا .بإدخال نفسى استطعت أن اشعر تماما ماذا كان يحدث فى هذه العلاقة و قمت بمساعدتها للتخلص من ضعفها و الوصول الى الاكتمال.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)