Blog Archive

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

مدونة جشطالت #56 - - الفتاة الصغيرة بحاجة للإهتمام


كانت وندي قد تحدثت عن رغبتها بالحصول على شريك لها. كانت مطلقة، وهي تدير عمل خاص بها. لقد تحدثت عن مدى قلة صبرها على موظفيها وأنها كانت نظامية بشدة، ولم تظهر أي جزء من حساسيتها أو ضعفها. كانت قد لاحظت ذلك وقارنته مع صبري الذي لاحظته بتعاملها معي.
تحدثت معها بأمور تتعلق بالقوة والتحكم - القدرة على أن تكون نظامي وعملي ومباشر، والمتعة التي تنتج من أن تكون المتحكم، وأن تكون الرئيس.
لقد ظهرت خجولة وانا أتحدث معها، وكانت تلعب بيديها....وذكرتني بفتاة صغيرة. سألتها كم من العمر تشعر بأنها صغيرة - أجابتني عشر سنوات، فسألتها عن ما حدث وهي في ذلك العمر.
سألتها عن مدى صبر والديها. والدها كان قد صفعها وهي عمرها 10 سنوات بسبب انخفاض علاماتها المدرسية. في الواقع كان يضرب أخاها الصغير باستمرار. ولكن في خراج المنزل وأمام الناس كان صبورا وكان يكرس وقته للناس.
أشرت لها بأن صبري الذي لاحظته سيجلها مرتابة مني وحذرة لأن السؤال الذي سيراود ذهنها : هل سأنفجر غضبا كما كان يحدث مع والدها؟
وافقتني الرأي. وقالت لي أنها لا تشعر بالثقة اتجاه الرجال بشكل عام. زوجها الأول لم يكن صبورا معها أيضا، ولم يكن يهتم سوى بما كانت تستطيع أن تفعله له.وأخبرتني أنها فقط تريد ايجاد شخص وشريك آخر.
وقد كشفت لي أن علاماتها المدرسية انخفضت بسبب أنها كانت في مدرسة داخلية، وكانت تتعرض للتخويف والترهيب بشدة وبشكل سيء. والداها لم يعلما بالأمر ولم يهتما أيضا. كانت قد شعرت بالوحدة الشديدة.
جلست بجوارها، وتحدثت معها، وقد عرفت بأنها حساسة وضعيفة، وكونها ترى نفسها فتاة صغيرة كانت بحاجة لأن تتم رؤيتها على ما هي حقيقتها وليس كجزء من خطة او حياة شخص آخر. أن يوجد شخص مهتم بالصعوبات التي تواجهها وليس فقط بالعلامات التي تحصل عليها.
بدأت بالبكاء وأصبحت تلين أكثر فأكثر. أخبرتها باهتمامي بها، كان بإمكانها أن تكون أي شخص آخر دون وجود أي دوافع مخفية. لقد ظهرت بأنها تحتاج بشدة لذلك النوع من الاهتمام، وجلسنا لفترة من الوقت، وخلال ذلك كنت أشجعها على أن تمتص كل ما تستطيعه من هذه التجربة.
أشرت لها بأن هذا الجانب منها كان بحاجة للاهتمام والرعاية وأنه بحاجة للنمو بشكل طبيعي، قبل أن تمتلك أساس أقوى لتتمكن من تكوبن علاقة جديدة مع شريك.
في "الجشطالت" لا نتوجه فقط للمشاكل التي يطرحها علينا العميل - ما هو المهم أيضا هو ما أراه وألاحظه كمعالج نفسي - وهو قد يكون أمرا لا يشعرون فيه أبدا. وبهذا نقوم بجلب هذه الامور لوعيهم وحاضرهم ونجعلهم يرونها بأعينهم، ونقوم بالبحث فيها داخل المشكلة التي يواجهونها - في كثير من الأحيان هذه الأمور تكون من العائلة ولكن ليس دائماً. وبعد ذلك كل هذه المعلومات نحضرها للواقع وندخلها ضمن خطوات حل المشكلة والعلاج النفسي الذي نقوم به.

عندما نفعل ذلك يوفر لنا خطة علاج نفسي واضحة، وهي عملية تمكننا من الاستمرار بالعمل ضمن المشكلة التي قدمها لنا العميل - الرغبة بالحصول على شريك جديد.

الخميس، 23 يوليو 2015

مدونة جشطالت #55 - - الفراغ الإبداعي


بيتينا تحدثت عن موضوع خوفها من موت زوجها - كان هنالك تاريخ في عائلته من الموت في صغر السن، وهنالك عرافة قالت لها انه من الممكن ان يموت، وكان دائما ما يسهر بالليل وينام متأخرا.
خلال حديثنا، تبين لي أن المشكلة أنه كان يهملها - يبقى بالخارج لأوقات متأخرة كل ليلة، ويشرب ويقامر مع أصدقائه، وعندما بعود للمنزل كان مزعجا وغير مبالياً، وكان يوقظها. كان يقضب وقتاً قليلا مع عائلته، وخسر أموال من مدخاراتهم على لعب القمار.
هذا الأمر كان يحدث من بداية زواجهما، عشرات السنين. في هذه الحالات العائلية التي تحتوي على فترات طويلة من الأذى والعنف، هنالك سبب مشترك لخلق هذه الديناميكية، وهي متعلقة بمحتوى وتفاصيل كل حالة.
في هذه المرحلة كانت غاضبة، ولكن لم يتكلموا مع بعضهم الا نادرا.
أشرت لها أنه مع شعورها بالألم اذا توفى فستشعر أيضا بالراحة في نفس الوقت. وافقت على ما قلته. في الجشطالت نحن نهتم بالجانبين المتعلقين بأي تناقض.
سألتها عما تريده مني - فأجابتني أنها ترغب ببعض التوجيهات التي ممكن أن تنفذها.
وذكرت أيضا أن والدها كان يمارس سلوكا مشابها - السهر بالخارج كثيرا، والقمار. هذا هو المؤشر المتعلق بهذه الحالة.
كان من الواضح أن هذا الوضع عميق وجدي ومتعب.
زوجها كان يثق ويتكلم مع اخته بالموضوع، وهي كانت تنتقد بيتينا.
أثناء حديثها عن ذلك، كانت تقرص بنفسها. فدعوتها لأن تقرص أخت زوجها وأن تضع وسادة أمامها. كانت مترددة جدا، وكانت تقرص نفسها بقوة أكبر. كنت ملحا قليلا - وأصريت عليها بأن تجرب الوسادة - وأشرت لها بأنها فقط وسادة ولن يكون هنالك أية عواقب. كان هذا صعبا عليها، ورغم ذلك فعلتها، وأدخلت أصابعها داخل الوسادة. هذا ما نسميه بـ"العكس على الذات" في علم الجشطالت - وهو أن تفعل بنفسك ما ترغب بفعله بالآخرين.
دعوتها للتكلم أيضا، ولكن أصبحت تقول بأن أخوته الآخرين يتدخلون أيضا ودوما ينتقدونها.
وبذلك أوقفت العملية. تبين أن العملية كانت متداخلة وتحتوي الكثير من الضعف، وخلية من الدعم، وتحتوي على تداخلات من الأنماط التي تدل على علاقة مؤذية وسيئة. هذه الحالة لن نتمكن من حلها بإعطاء ارشادات بسيطة مثل "فقط لاتفعل ذلك أو توقف". وحجم الدعم المطلوب لتخرج من هذه الحالة كان كبيرا ومن غير الواقعي أن يتم ذلك من خلال جلسة واحدة - من الضروري أن نعرف حدودناوحدود قدراتنا كمعالجين نفسيين، وأن لا نحاول فعل أشياء قد تعطي آمال خاطئة وأوهام.
وبالتالي قمت بزيادة وعيها بالذهاب للاتجاه الآخر. سألتها اذا كانت تفكر بأن جميع الرجال أنانيين، فأجابت بالنفي. وبعد ذلك شاركتها بأفكاري بأن الرجال فيهم بعض الأنانية. قالت لي "أن من أسمح بذلك". وبذلك كانت قد اعترفت بأن بعض المسؤولية تقع عليها، وبدون أن أواجهها بهذا الأمر.
نظرت اليها، وأخبرتها بأنني أراها كم هي غير سعيدة. كانت لحظة التقا. لم أكن اريد إنقاذها أو تصليح شيء من المشكلة - بقدر ما كنت أريد أن أرى لها حياة مختلفة. 
جلست معها، في ذلك المكان. قمت بتسمية ما رأيته - وهي حالة كانت قد مرت بها والدتها. وهي حالة كانت تمر بها لعشرات السنين. وكانت تسوء أكثر فأكثر. زكانت عالقة بهذه الحالة رغم أنها تمتلك بعض المعلومات في علم النفس.
التركيز على الطبيعة الكئيبة للحالة كانت طريقة حتى لا نقلل من خطورة المشكلة. لم أعلق أو اقترح حلا او أحكم عليها، بل فقط سمعت واعترفت بالمشكلة والحالة. وبذلك رأيتها على حقيقتها وجليت بجانبها ونظرت لحقيقة مشكلتها وكيف الوضع الحقيقي في منزلها.
هذا ما ندعوه في علم الجشطالت بـ"الجلوس مع الفراغ الابداعي". لا يبدو هذا بأنه ابداع، ولكن بالجلوس معه بدون الوقوع فيه أو الهروب منه هنالك شيء آخر ممكن أن يظهر.
قالت "لقد توفقنا عن التكلم مع بعضنا، وهذا شيء يدعو للراحة". لقد تفهمت الأمر - وأشرت لها بأنه فعلا زواجها قد إنتهى. اذن ماذا سيحدث الآن؟
سألتها ما باعتقادها نسبة الأمل في تغير وضعها. كنت اتوقع ان تكون نسبة قليلة جدا فلو قالت ان النسبة هي "صفر" فسأساعدها بكيفية الخروج من زواجها.
ولكن فاجأتني وقالت 15% . هذا أظهر لي بأن هنالك أمل بأن الأمور قد تتغير.
فسألتها ماذا يتضمن هذا التغير من أمور يجب أن تفعلها- هنا سنذكر الحلول التي من الممكن عملها.
أخبرتني أنه بإمكانها ايجاد طرق جديدة لكي تكون سعيدة. هذا كان جوابا جيدا - كان حلاً داخليا ممكن أن نبدأ به.
عندما طلبت منها المزيد من الأفكار، أجابت بأنها من الممكن أن تركز أكثر على الأطفال، ولكن أخبرتها بأن هذا الحل قد قامت به سابقا للتعامل والتكيف مع زواجها.
لقد حدَدَت طرقا أخرى لتجعل نفسها أسعد في حياتها. ولكن أردت أكثر من ذلك منها - بعض الحلول الهادفة التيي ممكن أن تتخذها لتغيير هذه العلاقة الزوجية.
قالت لي بأنه اشتكى من أنها لم تعد تجهز لها الافطار كالسابق. ولذلك، كان واضحا أنه كان يريد بعض الاهتمام منها وافتقد ذلك.
فسألتها عن ماذا تريد من زوجها مقابل تجهيزها للفطور. قالت لي، "تواجده مع عائلته". تبين لي أنها بداية جيدة - ليست بطلب حميم جدا، ولكن اشارة لشيء مختلف. فسألتها أن تحدد كم من الوقت تريد من زوجها أن يكون من عائلته وكم من المرات. وبذلك اقترحت عليها أن تقوم بتحضير الافطار له بهذا العدد من المرات.
لقد حددت لها بأنها اذا ارادت أن تكون علاقة جديدة من لا شيء فسيأخذ ذلك عدة سنوات، وستحتاج قدرا كبيرا من الدعم خلال هذه العملية.
في علم "الجشطالت"، نحن نكون مكتفيين بتكوين جزء جديد من العلاقة شياءً فشياءً.

في هذه الحالة، كان هذا الشيء قد ظهر من الفراغ، وكان كله بسببها ومن دون أن ادعوها لعمل شيء محدد. ارشادي لها كان فقط لتوجيه انتباهها ل"ما الذي يحصل" وبعد ذلك لمساعدتها لأن تتوصل لما يمكنها أن تفعله ضمن قدراتها.

السبت، 18 يوليو 2015

مدونة جشطالت #54 - - الجمع ما بين الشيطان والإله معا

أنجيليكا كانت طبيبة، رغم أنها حديثا قد غيرت مهنتها. كان لها طفلا، وتمنت انجاب طفلا آخر، وبنفس الوقت كانت خائفةً من انجاب طفل آخر. قالت لي بعد أن تعرفنا على بعضنا بأنها قلقة من نظرتي لها. قلت لها ما لاحظته، من أجل خلق ارض مشتركة فيما بيننا.. بالاضافة الى أسوارة جميلة كانت تلبسها ، وكانت هدية من زوجها.
كانت هي طبيبة نسائية، ومن ضمن عملها، قد قامت بإجراء عمليات اجهاض. في ذلك الوقت، لم تكن تشعر بشيء عندما قامت بهذه العمليات، فقد كان ذلك جزء من عملها. ولكن في نفس الوقت، لم تشعر بالفرحة عندما ساعدت في انجاب أطفال النساء -كان ذلك أيضا جزء من عملها.
بعد عدة سنوات، بدأت بالخضوع للعلاج النفسي، وتواصلت مع مشاعرها. هذا تضمن الألم الناتج عن عمليات الاجهاض التي نفذتها. وهئا لم يتعلق بمعتقداتها أو أفكارها - لقد كان يتعلق بالأثر النفسي والمشاعر المتراكمة من عمليات اجهاض الأطفال التي تمت عبر عقد من السنين.
في وقت ليس بعيدا كانت قد أصابها إجهاض تلقائي عرضي، وقد اعتبرته نوع من العقاب. لقد أشارت الى شعورها بصداع، ولكن باقي جسدها كان متخدر. كان كلامها بهذا الموضوع صعبا وحادا عليها، كانت تبكي. اقترحت عليها فترة توقف وراحة. عندما تنواجد مشاعر حادة وكثيرة عند الشخص ليتكلم عنها، يتوقف عن التفاعل معك. ولذلك الدخول مباشرة بالعلاج النفسي ليس دائما بالأمر الجيد. فترة التوقف سمحت لنا بالتمهل قليلا واستطعت بذلك بناء علاقة تواصل معها، وأخبرتها كيف نظرتي لها - لقد شعرت بتعاطف كبير معها، ولم أمتلك أي آراء سلبية عنها. ثم هدأت قليلاً.
لقد سألتها عما شعرت به داخل رحمها. قالت -  أسود. ومرة أخرى حدة الموضوع كان كئيرا عليها. كانت تنغلق على نفسها. طلبت منها أن تنظر بعيني مباشرة- بدون ذلك فقد بقيت كنظام منغلق على نفسه. قلت لها بأن الأسوارة جعلتني أعتقد أن هنالك ألوان أخرى غير الأسود بداخلها - الأسوارة كانت مكونة من حبيبات سوداء، ولكن احتوت أيضا على بلورات، بالإضافة الى قطعة جميلة لونها زهري. أخبرتها بأن اللون الزهري سيكون مشابها للون رحمها - وكونها طبيبة فقد علمت بصحة كلامي. وبذلك فقد ثبتها في شيء أكثر صلابة ومتانة من نظرتها السوداء لوضعها، وأرشدتها لتشعر مرة أخرى بالحياة وتدفق الدماء.
بينما كنا نتحدث، كانت مغلقة لقبضتها بشدة. نبهتها بذلك - نحن ننبههم للأمور الأساسية المتعلقة بالتعبير عن الطاقة الداخلية، وبذلك نساعدهم على التعبير عنها بوضوح أكبر.
قالت بأنها شعرت بالغضب. هذا حدث عدة مرات خلال أحاديثنا. هذا ما نطلق عليه في علم "الجشطالت" بـ(القوام المنبثق)، وهوشيء موازي للمشكلة الحالية. وممكن أن نركز عليها أو أن تكون مبالغ فيها. 
أخبرتني بأنها شعرت موجودة في مكان مظلم، وتريد الخروج والتخلص منه.
وهكذا كان الغضب مؤشر للطاقة المتحركة التي كانت بحاجتها لإحداث التغيير. ولكن أن أقترح شيئاً مثل ضرب الوسائد لن يكون بالضرورة مفيدا للمريض.
سألتها على من ستكون غاضبة، فأجابت "أنا" -سأكون غاضبة من نفسي.
سألتها عن ماذا ستقول لنفسها في هذه الحالة. قالت بأنها تشعر كأنها الشيطان، وأكملت كلامها عن نفسها وكم هي بالفعل شخص شرير وسيء، وأنها لا تستحق انجاب أطفال آخرين.
مرة أخرى، دعوتها للتوقف قليلا، حيث كانت مواضيع المحادثة مؤلمة جدا.
سألتها ان كانت تملك أية معتقدات روحية، قالت "لا".
أشرت لها بأنها اذا كانت تؤمن بوجود الشيطان اذاً فهنالك إله. كنت أيحث لها عن نوع من الخلاص والغفران في هذا الجحيم. كنت أحاول أن ألفت انتباهها لطبيعة التناقضات الموجودة في حياتنا - وهذا جزء من توجه الجشطالت نحو نظرية الشمولية.
وافقتني بالرأي. ولذلك سألتها بأن تختار شيئان يمثلان الشيطان والإله.
أمسكت بالشيطان بشدة، وبعد ذلك وضعته بجانب رمز الإله. قالت بأن الإله نائم، وأنها أرادت بأن توقظه. كانت تضرب بالأرض، ولكن ظل رمز الإله يسقط أرضا. كانت تريد منه أن يقف لوحده. ولذلك أتيت ممثلا لـ"الطاقة الإلهية" ووضعته بوضع الوقوف.
دعوتها لأن تكون مستقبلة ومتجاوبة مع رمز الإله. فجأةً أصبحت تشعر بالتعب. فأقترحت عليها بأن تنام قليلا. وبعد أن انحنت علي لتنام اقترحت عليها عندما تستيقظ، بأنها ستشعر بوجود طاقة الحياة داخل رحمها.
استراحت لدقائق معدودة، ثم فتحت عينيها. هي بالفعل استطاعت تقبل نعمة الحياة من الرمز الإلهي. شعرت بالدفئ بداخلها، وشعرت شعورا جيدا بداخل رحمها. وبعد ذلك قامت بوضع "الشيطان" خلف "الإله".... كان مثالا ممتازا للتفاعل والاندماج. ولقد اعترفت بوجود قوة داخل رمز الشيطان والتي يمكنها أن تستخدمها بشكل ايجابي.

في علم "الجشطالت" دوما نريد أن نجسد الأمور المجردة، وفي هذه الحالة، كان هذا الشيء هو "التناقض". كانت بحاجة للدعم المناسب لها، لتتمكن من تحقيق هدفها - التفاعل والاندماج.  

الاثنين، 13 يوليو 2015

مدونة الجشطالت رقم(53) -- الافراط في الشرب، أو الإفراط في الإعطاء؟

توم شرب كثيرا، وبإستمرار. لقد فعل ذلك لسنوات عديدة. في بعض الأحيان أقلع عن الشرب، وفي بعض الأحيان الأخرى بدء بالشرب من جديد.
آبي لم تكن سعيدة، وأصبحت تعبر عن رغبتها في تغيير الأمور بوضوح أكبر وبإزدياد. المشكلة هي، أن الأمور تغيرت، كان يتوقف عن الشرب وبناءً عليه تتحسن الأمور بينهما لمدة، وبعد ذلك بطريقة ما العملية تعيد نفسها وتتكرر.
آبي كانت تريد علاقة جيدة. كانت ترغب بوجود اتصال وصراحة وتواصل بينهما. كانا مع بعضهما لمدة طويلة، ولم تكن آبي تريد التخلص وإنهاء علاقتهما. التذمر لم يحل المشكلة، وكذلك السير مع الوضع الحالي والتعايش معه لم يحل المشكلة أيضا. آبي كانت محبطة بشدة. وتوم لم يستطع تحمل التغيرات التي كانت تريدها آبي. وازدادت آبي يائساً واحباطا.ً  
كان لا يوجد أي شك بأن توم كان يعاني من مشكلة الكحول. كان واضحا أنه لم يمتلك أي سيطرة على المشكلة، وأيضا توضح أنه لم يستطع التوقف عن الشرب إلا لمدة محدودة من الوقت - في بعض الأحيان 6 أشهر، ولكن بعدها يبدأ بالشرب من جديد.  
آبي كانت تعمل ما بوسعها. وكانت قد وضحت موقفها. لقد وضعت الحدود. وكانت تذهب للمعالجة لتلقي المساعدة.
من وجهة نظر مختص، الإدمان ليس شيئً موجود في الانسان ، بل هو موجود في العائلة أوالعلاقات. وهي موجودة بسبب أكثر من شخص واحد، رغم أنه في هذه الحالة، كان الظاهر أن آبي عملت كل ما بوسعها لتغيير الوضع. مشاركتها وعلاقتها بالموضوع لم تكن واضحة لها- كانت فقط ترغب بشدة أن تكون في علاقة خالية من الإدمان
كان لدى آبي والد يحب السيطرة، يقلل من قيمة الآخرين وكثير من الأحيان يكون لئيم. رغبتها بالإحساس بالرعاية لم تكن مسموعة أو ملباة. ولذلك تعلمت أن تكون فتاة مراعية للآخرين ومساعدة لهم، وذلك لتحصل على بعض التقدير. 
هذا ما نسميه بـالجشطالت "التنظيم والتعديل الخلاق". كان الأمر في وقتها مفهوما وواضحا، والآن، كشخص بالغ، آبي وجدت نفسها عالقة لاتستطيع التحرك أكثر من السابق - التعديل الخلاق لم ينفعها بعد ذلك.
لقد توضح لها أن هذا ما جعلها تتجه للتمريض- العناية بالآخرين وبإحتياجاتهم. وهذا ما كانت تفعله مع توم.
ومع بحثنا في هذا الموضوع، آبي عرفت بأن مساعدتها للآخرين احتوت على هدية أو هبة. اذا أعطت للآخرين وساعدتهم "الرجال" بذلك قد كانت مفيدة ،مرغوبة ،مقدرة ويحتاجها الآخرين.
وكان الوضع نفسه حاصلا مع توم. كان بحاجة لها، وكان يحزن بشدة اذا غضبت أو ابتعدت عنه. وهي لم تحتمل رؤيته حزينا، وبالتالي تقترب منه مرة أخرى.
الأمر الأساسي كان عندما حددنا أن إستعدادها لمساعدة الآخرين كان نوع من التلاعب والتحكم بالآخرين: "اذا احضرت لك شيئاً، فستحتاج لي، ولن ترغب بالرحيل عني".
ما كان أمرا مهما هو الانعكاس - آبي الآن تستطيع رؤية سلوكيات توم وإدمانه وكذلك نمطها المتكرر في التلاعب والسيطرة - الإعطاء للأخذ، أو ما نسميه في الجشطالت "أن نفعل للآخرين ما نريدهم أن يفعلوا لنا"
هذا مثال على ما نسميه بحدود مشوشة وغير واضحة- الظاهر هو أن شيئاً ما يمنح لآخر، ولكن في حقيقة الأمر هنالك دافع مخفي، ولهاذا فإن عملية المنح الإعطاء مشروطة، وليست غير مشروطة.
هذا التحول كان مهما ودراميتيكيا لها - الآن استطاعت رؤية النمط لشربه والأهم من ذلك نمطها في التلاعب والتحكم بالآخرين.
في "الجشطالت" نحن نعمل للتوعية، ولكن هذا ليس محصورا بالوقت والمكان الحالي، بل هو يشمل وعينا بالتخصص الذي نعمل به، وما يحتويه من طبقات معقدة، وبالذات أنماطنا السلوكية المخفية.
وضع هذه المواضيع تحت الضوء يمكننا من فهم وامتلاك هذه السلوكيات - ومهما كانت سوابقها - وبمعنى آخر "تحمل المسؤولية" في قاموس الجشطالت. هذا يشعرنا بالحرية. حيث عندما ترى مدى تلاعبك بالآخرين يعطيك خيارات وحلول، ومن جهة أخرى عندما ترى العوائق التي تواجه الشخص الآخر/سلوك الادمان، تترك فيك فقط ردة فعل والرغبة بالتغيير.



الاثنين، 22 يونيو 2015

مدونة جيشتالت # 52 ---- فتيات الحفلات

كان لمارتن العديد من العلاقات في حياته وهو الآن عند بلوغه سن الـ 50 أصبح في علاقة حب قوية جدا ولكن بدون أطفال .
كان مارتن ينجذب دائما إلى " فتيات الحفلات " وفى النهاية وبرغم سعيه دائما إلى الحصول على علاقة ناجحة إلا أنه لم يفلح في الاستمرار في أى من هذه العلاقات لفترة طويلة حتى وصل إلى العلاقة الحالية .
كان سعيدا في علاقته الحالية بالرغم من أن شريكته تحب الشرب والاستمتاع بوقتها . هو كان يستمتع بذلك ولكنه كان يرى أحيانا أن ذلك زائد عن الحد وكان أحيانا يريد أن يترك التجمع قبلها . 
أحيانا كان يجد نفسه يشرب أكثر مما كان يريد أن يشرب .
عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل الكحول أو أنواع العلاقات فمن الأفضل أن تنظر الى الصورة الأكبر والذي نسميه في جيشتالت " الحقل " . تقوم العلاجات العائلية بذلك طوال الوقت ولكن يوجد طرق عديدة للوصول الى ذلك البعد وفي العلاجات الفردية نجد أحيانا دلالات قوية على ضرورة الانتباه إلى الصورة الأكبر .
لذلك سألته عن أبويه وأجداده فعرفت أن أبويه كانا جيدين .
كانت جدته لأبيه امرأة مغامرة تحب أن تقضي وقتها في السفر وتزوجت في وقت متأخر من حياتها . لقد كانت شخصية معروفة اجتماعيا ولكن ذلك كان على حساب دورها كأم ولذلك فإن خبرة مارتن برعاية الوالدين تأتيه من أبيه الذي كان بعكس أمه- إنسان مستقر .
لم يفكر مارتن أبدا في توصيل هذه النقاط فلقد بات واضحا سبب انجذابه إلى النساء المتحمسات للحياة والغير مستقرين .
أصبحت المهمة هي نقل ذلك إلى الحاضر فوضعت أمامه كرسي وقلت له أن ذلك يمثل " فتيات الحفلات " وطلبت منه أن يلامس مشاعره وكانت مختلطة تجمع بين الانجذاب والألم الذي لاقاه خلال تاريخه من العلاقات . سألته عما شعر به عندما جلس أمام هذا النوع من النساء .
أصبح على دراية بعدد من الأشياء مثل إثارته و غضبه وشعوره بالفراغ ، لذلك طلبت منه أن يحدد المكان في جسده الذي شعر فيه بكل ذلك فلاحظ إحساس بالاحتقان في صدره .
قال أن ذلك يكون شعوره عندما تشرب شريكته أكثر من اللازم وهو إحساس الضيق والخوف ويكون رد فعله هو إما أن ينهرها أو أن يصمت ويكون مستاء .
طلبت منه أن يحتفظ بهذا الشعور وأن يقول لها شيئا وهي جالسة على الكرسي.
كان ذلك صعبا جدا عليه فلقد شعر بعدم الارتياح لذلك ولكنه تحدث.
سألته بعد ذلك أن يتبادل الأدوار مع شريكته بأن يجلس مكانها ويقوم بدورها ويرد على ما قاله لها وكأنه هي وعندما قام بدورها شعر بأنه ثائر ولا يريد أن يقول له أحد ماذا يفعل وقال " إذا كنت تهتم فعلا بأمري فكان عليك أن تعطيني الحرية بدلا من محاولة التحكم في حياتي . " 
كان ذلك مألوفا بعض الشيء لمارتن فقد سمعها تقول شيئا كهذا .
طلبت منه أن يعود للجلوس في مكانه بجواري وسألته عن الجزء الذي كان ثائر بداخله فنحن في جيشتالت نهتم بالاستقطاب وبخاصة ذلك الذي يتعلق بأشياء لا تتعلق بنا أو تتعلق بشريكنا . 
لم يعتاد أن يفكر بهذه الطريقة فلقد كان شريكه هو الشخص الثائر وليس هو
سألته عما كان سيفعله إذا كان يمتلك الحرية الكاملة عندما يريد أن يكون ثائرا
قال أنه يتعرض إلى سلوك مديره في العمل الذي يحاول التحكم فيه ولا يفعل أي شيء تجاه ذلك . 
لذلك اقترحت عليه أن يضع مديره على الكرسي وأن يقول له شيئا يعبر عن ثورته تجاهه ففعل ذلك وشعر بالكثير من الحرية وكأنه تخلص من حمل ثقيل .
قمنا بتكرير ذلك على عدد من السيناريوهات من حياته وفي كل مرة كان يشعر بالراحة عندما يقول شيئا ثوريا فلقد كان كطفل جيد.
شعر بالمزيد من القوة والطاقة .
كان ذلك مجرد خطوة أولى من السلسة الكاملة لجلسات العلاج ولكنها توضح الطريقة التي بها نعتمد على علاج النفس بالربط مع شخص آخر مما يعطي طاقة تساعدنا في إيجاد المزيد من الاتزان والعودة للحياة والتي هي من الأهداف الرئيسية لجيشتالت . 


الاثنين، 15 يونيو 2015

مدونة جيشتالت # 51 --- مواجهة مع شبح

تشكو ليان من خوفها الزائد من كل شيء فلقد كانت تخاف بسهولة من الصراصير  وكانت تواجه صعوبة في النوم في المساء حيث كانت تخاف من أن يدخل اللصوص أو الأشباح أو الوحوش من الشبابيك كما كانت تخاف من الوحوش عندما كانت تركب القارب .
بعكس كل الحالات بدا واضحا أننا أمام حالة طفوليّة مما جعلني أسألها عما حدث لها أثناء طفولتها وجعلها سريعة الخوف هكذا .
قامت بالربط فورا بين ذلك وبين حادثة حدثت عندما كانت في السادسة من عمرها حيث مات أحد أصدقاءها المقربين غرقا واستغرق الأمر ساعات حتى يجدوه وبعدها حاول أبيها أن ينقذه حيث كان طبيبا ولكنه فشل في ذلك .
كانت ليلة الحادثة ليلة عاصفة وكانت خائفة جدا عندما ذهبت إلى النوم وجاءها كابوس أثناء نومها حيث رأت أنها كانت تحاول إنقاذ صديقها ولكنها لم تفلح في ذلك . استمرت في التفكير في صديقها طوال مرحلة نموها وحتى بعدما كبرت مازالت تحتفظ بمقدار كبير من الحزن حيال ما حدث .
لذلك أصبح واضحا من هو " الشبح" الذي كانت تخاف منه.
اقترحت تجربة ضرورية وهي مبنية على المواجهة باستخدام دراما الوقت الحالي و باستخدام خوفها الشديد وباستغلال الفرصة الحالية للتعامل مع الأمر مباشرة لمرة واحدة والى الأبد .
وقفت بجانبها ودعوت المجموعة أن تقف بخلفنا من أجل دعمها وطلبت منها أن تدعو شبح صديقها الشاب الذي مات أن يدخل إلى الغرفة وأن يقف أمامها .
فعلت ذلك ولكنها كانت ترتعش كورقة شجر ثم انحنت عليا وأمسكتني بشدة وكانت المجموعة بالخلف فدعوتها أن تتحدث إلى الشبح وتخبره عما تشعر به وما مرّت به وأنها تفتقده كثيرا .
فعلت ذلك وبالرغم من صعوبة الحديث إلا أنها قالت أنها تريد أن تبقى معه في الجانب الأخر .
سألتها عن ماذا كان رد الشبح فقالت أنه رفض أن تكون معه وكان ذلك مهما جدا لها أن تعرف رفضه وبالرغم من ذلك إلا أن جزءا بداخلها مازال يشتاق إلى الموت حتى يكون بجواره .
لذلك شجعتها إلى القيام بالمزيد من الحديث معه وأن تخبره بما كانت تشعر به وأن تستمع إلى رده .
كان علي أن أدعمها خلال خوفها وبعد ذلك خلال إخفاقها ثم وجهتها إلى التنفس داخل معدتها ثم الجلوس على ركبتيها .
في جيشتالت نتعامل مع الأرضية ومع التنفس حتى نساعد الشخص على الاحتفاظ بنفس الشعور المكتسب من التجربة بنفس المقدار فعادة لا يمتلك الشخص الدعم المطلوب لأداء ذلك وقت التجربة وبخاصة عندما يكون صغير وبذلك نتيح له استرجاع التجربة التي كانت قد غمرت ونعمل على استيعابها .
لقد كان صعبا عليها أن تظل متواجدة فلقد قضت الثلاثين سنة الفائتة من عمرها مع الخوف والتنفس السريع الضحل الذي دعم الخوف لذلك كان صعبا عليها أن تتنفس بعمق وتطلب ذلك أن أوفر لها الدعم والتوجيه .

بعد مرور بعض الوقت أصبحت هادئة جدا واستطاعت أن تترك الشبح يذهب وعادت إلى نفسها فلقد شعرت أخيرا بأنها عادت الى جسدها واختفت كل آثار الخوف بداخلها .

الأربعاء، 10 يونيو 2015

مدونة جيشتالت # 50 ----- التحدث مع الوسائد عن الدعم

تكلم مارك عن مجموعة من المواضيع ولكن لم يبدو أحدهم مهما بالنسبة له فهو يتنقل كثيرا بين الأعمال فلقد عمل مع أبيه لفترة ثم تركه وكان له الكثير من الأنشطة التجارية إلا أن أحدهم لم يوفر له المال الكافي. تزوج منذ 3 أعوام ومستعد لاستقبال طفل و لاحظت الكثير من الملاحظات وأعطيته الكثير من التعليقات مثل الصوت المتدفق من صوته.
لم يبدو من كلامه أي مشكلة فسألتها عن زواجه فقال أنه جيد وأنه سعيد.
وبينما كان ذلك مؤشر جيد حرصت على أن أعرف مما يتكون بالتحديد فطلبت معرفة المزيد من التفاصيل فنحن في جيشتالت نهتم كثيرا بالتفصيل بدلا من النظرة العامة و بذلك نستطيع تحقيق الاتصال .
وجد صعوبة في الإجابة على ذلك فسألته عن مشاعره فشعر مرة أخرى بصعوبة في أن يكون محددا .
قررت أن عدم وضوح الصورة بشكل جيد مرتبط بالصعوبة التي يجدها في الغوص داخل مشاعره .
لذلك اقترحت عليه القيام بتجربة وهي أن يتجول بين المجموعة وينظر إلى كل شخص على حدة ويلاحظ ما يشعر به في كل مرة .
بدأ في التحدث عن التجربة بالتفصيل بعكس العادة مما جعلني أوقن بأنه يمتلك القدرة على التعرف على مشاعره تجاه أي علاقة ولكن بشرط توفر التشجيع والبيئة المشجعة .
أعطيته بعدها صيغة محددة للحديث من خلالها وهي " عندما نظرت إليك شعرت بـ ــــــــــــــــــــــــ "
بدا ذلك بسيط للغاية ولكن كان من المهم جدا أن يحدث ذلك في مكان يستطيع فيه التحدث ويكون معروفا فيه الصعوبة التي يواجهها في التعبير عن مشاعره وكان ذلك المكان مناسبا . ما قمت به هو أن ابتعدت عنه خطوة وأخبرت الآخرين بمشاعره ليكون ذلك مباشرا لهم فنحن دائما نتحرك في اتجاه العلاقة في جيشتالت .
فعل ذلك مع أناس متعددون وفي كل مرة كان واضحا في التعبير عن مشاعره .
مجددا بات واضحا أنه فقط كان يحتاج إلى البيئة المشجعة حتى يعبر عن مشاعره بوضوح .
بعد ذلك وضعت أمامه وسادة وقلت له أنها تمثل زوجته وطلبت منه أن يتحدث إليها بصيغة مشابهة وهي " عندما رأيت فيك ـــــــــ شعرت ب ـــــــــــــــــ " .
فعل ذلك لبعض الوقت واستطاع أن يعبر عن مشاعره بوضوح وبتشجيعه بات واضحا أنه يمتلك القدرة على التعرف على مشاعره وعلى التواصل مع الآخرين .
اعتقدت انه فقط يحتاج إلى الممارسة في بيئة خالية من التهديد ووافني في ذلك .
بعد ذلك دعوته إلى القيام بنفس الشيء مع أبيه .
لاحظت أن الدعم هو المشكلة الرئيسية في هذه الحالة فدعوته إلى التحدث إلى الوسائد مرة أخرى ففي البداية تحدث إلى زوجته ثم إلى أبيه وأخبرهم " عندما قمتم ب ــــ شعرت ب ــــ واحتجت منكم الدعم " .
كان ذلك قيما جدا له فلقد استوضح التفاصيل الكاملة لمشاعره وشعر في النهاية بأنه مستقرا جدا .
كان ذلك مثالا جيدا لتجربة تتعلق بالسلوك بشكل أساسي فهي تدمج ما بين المشاعر والاتصال والدعم والثقة وهذه هي المكونات الرئيسية التي نتعامل معها في جيشتالت مما يعطي لجلسة كهذه قيمة كبيرة حيث تعتبر بمثابة عملية تدريبية . 

عندما تكون مناسبة يمكن أن تدخل هذه العملية في نظرية جيشتالت فالشيء الهام هي أنها ليست صيغة ثابتة ولكنها تنطبق على الشخص المناسب مع العملية التي يحتاجها في الوقت المناسب .

الجمعة، 5 يونيو 2015

مدونة جيشتالت # 49 ----الدمية الصلبة والأيادي الناعمة

كانت أنابيلا حزينة ومتضايقة و جاءتني ومعها دمية صغيرة لها أيادي خشبية صلبة وقالت " هذه أنا ، يداي صلبة ولكنني حزينة مثل الأموات
حكت عن مشاجرات والديها أثناء طفولتها مما جعل قلبها به الكثير من الحزن والبرود فلقد شعرت بالقسوة أثناء شبابها وكانت تبحث عن الراحة والحنان مما جعل الدمية تمثل التصلب الذي تشعر به .
استمعت لها بعمق وشعرت أن قلبي مفتوح لها فهي حقا كانت حزينة للغاية .
خطر ببالي في نفس الوقت تفكير مرح وبدا أنه غير مرتبط بالموضوع فتخيلت أن هناك بعض الأموات الذين يتجولون حولنا بصورة غبية ومرحة مما يجعلنا في خطر .
لذلك شاركتها اتصالها العميق بها واهتمامي بمشكلتها وأيضا شاركتها تفكيري المجنون المرح المتعلق بالأموات . لم أرد أن أظهر لها عدم الاحترام أو السخرية ولكنني أردت أن أشرك هذا الجزء الأخر مني .
كانت متقبلة جدا لسماع ذلك مما جعلني أقترح أن نلعب مع ذلك.
لذلك وقفنا سويا بجانب بعضنا ومثلنا أننا أموات نتجول ونتجه تجاه الناس في المجموعة وكان معظم أفراد المجموعة يضحكون ويستمتعون بالجنون المرح ولكن كان هناك عدد قليل منهم خائف مما جعلنا نركز عليهم ونقف أمامهم . بالطبع كانت هذه بالنسبة لهم تجربة سخيفة ولكنها مرحة .
جلست أنابيلا وجلست مواجها لها وحرصت على ملاحظة حالتها وقتها .
كانت نتيجة التجربة أنها شعرت بأنها أصبحت ناعمة ومتفتحة أكثر فجلست مع الدمية الصغيرة وتحسست أيديها الخشبية الصغيرة وتحدثت عن كونهم صلبين ولكنها قالت أنها إذا قامت بحك اليدين فربما يصبحا ناعمين .
تعاملت مع ذلك التلميح بأن أمسكت كلتا يديها وبدأت في حكّهم برفق مما جعلها تتمسك في يداي وكأنها طفلة صغيرة تسعى إلى الراحة فنظرت إليها لأقيس ما يمثله ذلك لها فوجدتها تشعر بالراحة . تابعت الاحتكاك مع يديها وتكلمت معها عن التنعيم الذي يحدث في يديها وشعرت بمقدار الطاقة في يديها وعندما قررت بأن يديها تنعمان رفعت يداي وجعلتها تحتك هي بيدي ولاحظت مقدار الطاقة الكبير في يديها فلقد كانت في اتصال عميق جدا مع قلبها وظلت متصلة معي طيلة القيام بهذه العملية .
تحدثت عن شعورها بأن كل يد من يداي يمثل أحد والديها المنفصلين فلقد لامست كلتا يداي بحب وبحزن ثم جاءت بالدمية ووضعت وجهها في مقابلة أصابعي ثم أمسكت بيدي الدمية وجعلت كل يد من يديها متصلة بإحدى يداي .
قالت " بالرغم من أن والداي منفصلين إلا أنني أستطيع الاتصال بهم " 
كانت هذه اللحظة عميقة حيث تحول شعورها بالحزن والانهيار إلى شعورها بقلبها المفتوح والمتدفق فلقد أصبحت يداها مرتخيتين وكان كل جزء منها يتنفس ويتواصل .

كانت هذه تجربة عميقة بالنسبة لها وبالنسبة لي أيضا مما جعلها بعد ذلك تشعر بالسلام الداخلي العميق وبالتكامل.

الثلاثاء، 26 مايو 2015

مدونة جيشتالت # 48 --- السحر و المال و المرض


عانت سونجلي من عدة مشاكل صحية خطرة خلال العام الماضي وبعد القيام بعدة عمليات طبية لم تفلح في مساعدتها حيث تحسنت في البداية ثم ازدادت سوءا مما جعلها تلجأ للعلاج النفسي كخطوة تالية للعلاج وقامت بالعديد من العلاجات النفسية مما جعلني مهتم جدا بألا أكرر معها أي من هذه العمليات فسألتها مباشرة عما حدث معها في العلاج النفسي حيث أن القيام بالعديد من طرق العلاج النفسية على نفس المشكلة ليس شيئا جيدا ويحتاج إلى المزيد من الحكمة الاحترافية .
إذا ذهبت إلى طبيب ثاني فسيكون من الجيد أن تحصل على رأي ثاني لمشكلتك ولكن أن تحصل على 4 أو 5 آراء فهذا شيء يؤدي إلى التشتت حيث أن العمل على المشكلة مع نفس المعالج يؤدي إلى خلق العمق بعكس التجول على الأطباء الذي قد يؤدي إلى نتيجة عكسية لذلك لم أرد أن أتوغل تلقائيا في مشكلتها .
سألتها عن التفاصيل فقالت أنه منذ عام مضى بدأت تعاني من المشاكل الصحية وربطت ذلك بشرائها بعض الورق " مال" الذي يستخدم في الصين لحرقه تخليدا لذكرى شخص ما حيث مات أبيها قبل ذلك بخمسة أعوام مما اضطرها لشراء ذلك الورق لتخليد ذكراه .
قالت أنها بينما كانت تستمر في شراء هذا الورق قام السحر بتحذيرها من شراء الكثير من ذلك الورق وإلا ستصاب بمرض مما جعلها تحاول فورا إرجاع الورق الذي أشترته ولكن المحل لم يوافق على الإرجاع .
ومرضت بعدها بفترة قصيرة .
سألتها عن علاقتها بأبيها فقالت أنها كانت علاقة قوية ومغذية لها فهي تفكر فيه يوميا وتحاول ربطه بمكونات حياتها اليومية مثل ابنها .
من المهم معرفة الظروف المحيطة بحياة الشخص بدلا من الاتجاه مباشرة نحو معرفة المواضيع المتعلقة بالمشاعر حيث أن التفاصيل توفر المعلومات التي قد تفيد في إيجاد الطريق نحو العلاج .
سألتها عن معدل التفكير في أبيها بعد مرور 5 سنوات على وفاته فاتضح أنها تركز على التفكير مما ينبئ بوجود مواضيع متعلقة لو تنته معه
 لم تستطع أن تتعرف على السبب الحقيقي وراء التفكير الزائد في أبيها ولا حتى استطاعت أن تصف شعورها عندما تتذكره ولكنها ترى أن شعورها يكون ايجابي .
من الممكن التوغل بعمق أكثر داخل إدراكها في جلسات قادمة ولكن الانفتاح المحدود الواضح جعلني لا أريد أن أقوم بالقياس ولكنني فقط بقيت مع ما يوجد بداخلها وهذه حالة لا ينصح فيها بالدفع خلال المقاومة في جيشتالت .
لذلك اكتفيت بالجلوس لبعض الوقت من أجل فقط استقبال كل ما تقوله.
أردت استخدام الهياكل التي وفرتها لي وهي المال و السحر واستحواذ التفكير في أبيها عليها .
لذلك أعطيتها بعض الواجب المنزلي للقيام به وهو بمثابة امتداد لتجربة من تجارب جيشتالت .
عرفت منها أنها تمتلك صورة لأبيها على جهاز الكمبيوتر فاقترحت عليها أن تشتري قطعة واحدة من الورق المالي المزعوم وأن تقوم كل يوم بقطع جزء صغير من الورقة بالمقص وحرقه وأن تفتح صورة أبيها في نفس الوقت وأن تطلب منه أن يبارك حياتها ثم تغلق الصورة .
يعرف هذا النوع من العلاج باختصار ب" علاج الأعراض" ويوازيه في جيشتالت ما يعرف ب " نظرية التناقض للتغيير " . أن تتفق تماما مع ما هو قائم.
من الواضح أنها كانت تريد امتداد سعيها المتواصل نحو علاج نفس الموضوع بالإضافة إلى تأكيد ما حذرها منه السحر وهو ألا تطمعي في الحصول على المزيد من الأوراق المزعومة .
بالرغم من ذلك لاحظت استمرار سعيها وقررت أن أواصل العمل على ذلك في مرة أخرى .
سألتها عما تفعله لقضاء يومها فقالت أنها تقضى قرابة 8 ساعات في إعداد الطعام والراحة والخروج للتمشية .
سألتها إن كان هناك مواضيع اجتماعية تهتم بها فأجابت بالنفي .
لذلك اقترحت عليها أن تنشأ مشروع خدمات يناسبها وأن تطلق عليه اسم أبيها .

سيغير ذلك الكثير من الرموز المتعلقة بأبيها فبدلا من أن يرمز للمرض والموت وعدم الارتباط سيرمز للانطلاق نحو الحياة والارتباط كما سيعطيها ذلك شيئا ايجابيا للتركيز عليه خلال يومها كما سيعطيها شيئا تعيش من أجله .

الخميس، 7 مايو 2015

مدونة جيشتالت # 46 – اليرقات


تتحدث فيسليتي عن الكوابيس التي تراودها في نومها وحيث أننا في جيشتالت لا نعترف بتطبيق التفسيرات المسبقة الجاهزة للكوابيس ولكن الكوابيس عادة ما تتعلق بالضغط النفسي والعدوان الذي يتعرض له صاحب الكابوس وبذلك تتعلق الكوابيس بالضرورة بمشاكل الحالم بالكوابيس .
أما عن كابوس فيسليتي الذي سيتكرر في أشكال مختلفة فيكون كالأتي :
كانت تحصد اليرقات في الدور الأرضي الذي أحتوى على مئات الآلاف منهم.
بعدها يأتي المشهد الثاني حيث تقرر أن ترمي كل اليرقات المحصودة للأعلى ماعدا يرقة واحدة حتى يمتلئ جسدها باليرقات .
والآن بالنظر إلى الحلم تستطيع أن ترى الكثير من التفسيرات الجاهزة وحتى كمبتدأ من المستوى الأول سترى أن الدور الأرضي يرمز إلى الأشياء التي تختفي بالأسفل أما اليرقات فالطبع تشير إلى الأشياء العفنة بداخل الشخص .
لكننا في جيشتالت لا نصل حتى إلى ذلك التفسير البدائي .
ولكننا نتعامل مع ما هو قائم بالفعل ومع الخبرة التي حصل عليها الشخص من التجربة وعن المعنى الذي وصل إليه وتكون عن طريق عيش التجربة .
لذلك دعوت فيسليتي إلى أن تتحدث بالنيابة عن كل دور على حدة فتحدثت عن شعور اليرقة حيث قالت أنها تشعر أنها سمينة وكسولة ومنعدمة الطاقة والقدرة .
الخطوة التالية كانت تمثيل الأدوار فانضممت إليها ومثلت معها كوننا يرقتين تتجولان في المكان .
قلت لها أننا جميعا نمتلك بداخلنا بعض اليرقات فجميعنا بداخله أشياء لا يريد الإفصاح عنها للآخرين .
ثم تكلمت عن بعض يرقاتي مثل قذارتي في بعض الأحيان ثم ذكرت لها بعض الأمثلة لذلك .
عند التعرض لبعض المواضيع الصعبة جدا يجب على المعالج أن يتولى القيادة .
في البداية عارضت فيسليتي الاعتراف بوجود شيء كذلك بداخلها ولكنني لاحظت على وجها تعبير التجهم كطفلة بريئة وسجلت ما لاحظت وأدت اللعبة إليها مرة أخرى .
قلت لها " حسنا ، هذا ليس تعبير شخص بداخله أية يرقات ! " .
أدى ذلك إلى مواجهتها مع نفسها وما ترفض الاعتراف به بداخلها مما جعلها تريد أن تكون أكثر واقعية .
بدأت فيسليتي بتسمية بعض الأشياء بداخلها التي تعتبر يرقات وكان ذلك صعب جدا عليها حيث لاحظت نفس تعبير التجهم على وجهها ثم لاحظت هذه المرة التنافر الفوري وبدا كأنها تريد أن تنفي ما اعترفت به .
أدى ذلك  فورا إلى رفع إدراكها بعملية رفض الامتلاك بداخلها حيث يهتم جيشتالت بتكوين الإدراك الفوري للعميل مما يؤدي إلى تعرف العميل الفوري على نفسه . 

بعد ذلك دعوت أفراد المجموعة للإفصاح عن يرقاتهم الخاصة مما قلل شعور فيسليتي بالإحراج وأدى أيضا إلى تقوية الروابط بين أفراد المجموعة حيث قمنا بمشاركة بعضنا أسرارنا العميقة وأيضا حصلنا على المزيد من المرح . 

الأربعاء، 29 أبريل 2015

مدونة جيشتالت # 45 – كيف تتعامل مع البؤس


أرادت بيتي أن تتحدث عن خوفها غير أنها لم تكن تعرف مصدر خوفها أو حتى ما يتعلق به.

قبل أن استغرق في تفاصيل المشكلة حاولت أن أعرف المزيد عنها فسألتها عن طفولتها وعن زواجها وعن عملها فعرفت أنها استقالت مؤخرا من عملها الذي استمرت فيه لمدة 20 عام وهي تقضي فترة انتقالية الآن .أما حياتها العائلية فكانت مستقرة وآمنة فلها ابنة جميلة وموهوبة ولها زوج يحبها .

ولكن بالنظر إليها وجدتها لا تبدو سعيدة وبسؤالها عما إذا كانت سعيدة فأجابت بلا فكل الناس يظنون أنها سعيدة وتمتلك حياة رائعة وعائلة ممتازة فلماذا لا تكن سعيدة ؟! 
قالت أن زوجها يحبها أكثر مما تحبه فهي تشعر بالأمان معه غير أن زواجهما كان زواجا تقليديا فهي ترى أنه ليس من النوع الذي تفضله وبسؤالها عن النوع الذي تفضله قالت أنها تحب أن يكون الرجل صاحب شخصية قوية ورؤية واضحة للحياة وتزوق جيد . أما زوجها فلم يكن له أيا من ذلك .
تأثرت لذلك كثيرا فبالرغم من امتلاكها لكل عناصر الحياة الممتازة إلا أن شيئا مهمّا ينقصها واستطعت بالنظر في عينيها مرة أخرى أن أدرك أنها بائسة . سألتها عن عمرها فقالت 44 ثم سألتها إن كانت ستقضي الـ 44 عام القادمة مع زوجها فأجابت بنعم .
كان واضحا أنها اختارت أن تستمر في العلاقة ولكنها تتحمل تكلفة ذلك على حساب شيء أساسي في الاتصال في العلاقة فهي تتنازل عن الاحتياج الضروري للعاطفة والالتقاء والتكامل فهي امتلك حياة عائلية مستقرة وسعيدة ظاهريا بينما في الواقع هي ينقصها إشباع احتياجات ضرورية وجوهرية .
نهتم في جيشتالت بالاختيار وذلك في هيئة مفاهيم موجودة حيث تضعنا الحياة عادة في مواقف مختلفة ولكننا دائما نمتلك الخيارات أما إحساسنا بالسجن والإجبار فلا يأتي من الظروف الخارجية ولكنه يأتي نتيجة نسيان اللحظة والتفكير في الاختيارات .
ويصاحب الاختيار عادة العديد من النتائج التي علينا تحمل مسؤوليتها بدلا من لوم الآخرين أو قضاء الباقي من العمر نتمنى ألا تكون هذه اختياراتنا وألا يكون علينا أن نختار .

وكان ذلك ما واجهته بيتي حيث كانت اختياراتها واضحة بنفس درجة وضوح النتائج ولكنها كانت بائسة وإذا أرادت أن تغير ما هي عليه حياتها فابد أن تغير أشياء أخرى .
لكن هذه المرة الخيارات التي توفرت كانت تختلف عن الأسلوب الذي تختار به بيتي اختياراتها .
قضيت بعض الوقت معها لمجرد أن أكون معها حيث أنظر إلى معاناتها وأحاول تعريفها بدقة وهذا يسمي بالمساحة داخل العلاقات حيث ليس بالضرورة أن يتغير شيء أو أن يكون هناك خطة للتغيير ولكن التركيز يكون فقط على التواجد مع العميل وتمييزه وهذا ما يعرف بال " I-Thou " 

بعد ذلك تساءلت عما يمكن فعله وبهذا السؤال ربما تظن أنني أمتلك بداخله حلول للموقف ولكن في الحقيقة هذا غير صحيح ولكن بعد طرح السؤال أصبحنا في مساحة واحدة داخل العلاقة ونشعر بالمشكلة سويا مما جعلنا نستطيع استكشاف حلول واختيارات جديدة .
سألتها إذا كانت تحدثت مع زوجها من قبل عن مشكلتها مثلما تحدثت معي فقالت " لا " . لجأت لضرب مثال من حياتي الخاصة عندما أفصحت لي شريكتي عن شيء يجعلها بائسة بالنسبة لي ز كلامها مع زوجها قد يؤدي إلى بداية التغيير حيث يكون حبه لها دافع لذلك .
قلت لها أن زوجها لا يمكنه أن يكون من النوع الذي تفضله ولكنه يستطيع أخذ خطوات ايجابية في هذا الاتجاه ولكن حتى يحدث ذلك عليها أن تصارحه أولا لذلك فإن الكرة في ملعبها والتحدي الحقيقي هو قدرتها على التحرك نحو تحقيق نتائج ايجابية عن طريق التعبير له عن احتياجاتها .
اقترحت عليها أن تبدأ معه الطريق إلى الحل بأن ينظر إلى عينيها لمدة 10 دقائق بدون كلام حتى يرى معاناتها وبعدها تستطيع أن تعبر له عن التغييرات التي تتمنى منه أن يصنعها في شخصيته وتؤكد له أن ذلك سيكون مؤثر جدا عليها .
ولكن لن يكون ذلك بالضرورة الحل لتعاستها حيث أن مشكلتها هي أنها في موقف عدم تحقيق لاحتياجاتها لذلك اقترحت عليها أن تحاول بجدية استكشاف قدرتها على الإبداع عن طريق بعض الممارسة الروحية وبذلك قد تستطيع الوصول إلى أساس السعادة المرجوة التي بالطبع لا تعتمد على بيئتها المحيطة فقط .

نحن في طريقة جيشتالت لا نبحث عن تلك الحلول الجذرية التي تحل كل شيء ولكن نبحث في المقابل عن التلامس مع المشكلة الداخلية للفرد حيث يؤدي ذلك إلى نتائج ايجابية جدا ونتحمس للتحرك في هذا الاتجاه أما إذا كان هناك اهتمام لذلك فنلجأ إلى مساعدة العميل عمليا عن طريق تقديم الدعم في صورة محادثة لمحاولة التوصل إلى كيفية الحل والخيارات المتاحة .

الأحد، 26 أبريل 2015

مدونة جيشتالت # 44 – الشرنقة و الميلاد من جديد

كانت نيكول حزينة حيث تحدثت عن الحلم الذي يربط بين الشرنقة التي كانت تخاف أن تكسرها و عدم معرفتها إن كانت ستتحول أو أنها ستموت فقط .
التقطت صورة الشرنقة واقترحت القيام بتجربة حيث أنه ليس من الضروري أن تحصل على كل تفاصيل القصة ولكن يجب أن تنتبه للتشبيهات القوية التي تصدر عن العميل وفي هذه الحالة كان التشبيه المتعلق بالتحول واضحا ويتعلق مباشرة بالعلاج حيث على الرغبة في التغيير والخوف من التغيير في آن واحد . يتبنى جيشتالت ما يسمى بالإسعاف الآمن بحيث نسعى للموازنة بين مساعدة العميل على التحرك مع رغبة البقاء وفي نفس الوقت السعي لإيجاد طريقة آمنة لمحاولة تجربة التغيير للجديد .
طلبت من ستة أشخاص من المجموعة أن يقفوا حولها ليمثلوا الشرنقة مما جعلها تبكي بشدة مباشرة ثم جلست على الأرض فطلبت من الأشخاص أن يجلسوا حولها وطلبت منها ألا تنزوي بداخلها وأن تحافظ على اتصال العيون حيث أن الشخص يستطيع أن يبتعد عن الناس ويعيش في عالمه الخاص بعيدا عن العلاقات الإنسانية . استمر الشعور يدور بنفس الطريقة دون تغيير .

باستمرار التجربة نظرت إلى إحدى النساء وقالت لها " أنا لا أحبك " وكان من الواضح أن الأمر لا يتعلق بالمرأة فهي قصدت أن توجه كلامها إلى أمها فطلبت منها أن تتحدث إليها مباشرة وتقول لها ما تود أن تقوله .
سألتها قائلة " لماذا قمتي بالتخلي عني ؟ " . في جيشتالت نعتبر أن الأسئلة التي تبدأ ب " لماذا " تكون غير مجدية ونطلب من العملاء استبدالها بعبارات أخرى .
ظهرت عباراتها بعد ذلك معبرة عن ألمها الناتج عن تخلي أمها عنها أثناء طفولتها . مرة أخرى لم أحتاج أن أعرف المزيد من تفاصيل القصة للتعامل معها فقلد كانت نيكول تتعرض لعملية العلاج وكان ذلك كافي .
كان علي أن أستمر في دعمها حتى تظل موجودة ومحافظة على اتصال العيون وحتى تظل تتنفس بشكل كامل. استمرت نيكول في إظهار المشاعر خاصة تجاه المرأة التي كانت تمثل أمها .
كان دعم الأشخاص حولها في الدائرة مهما حتى تشعر بأنها تلقى الاهتمام في المكان التي تشعر فيه بالتأكيد بالانكسار الداخلي .

في النهاية كانت نيكول متعبة جدا وأرادت فقط أن تستلقي على ظهرها .
لذلك جعلتها تستلقي في حضن المرأة التي كانت تمثل أمها حتى نامت .

عندما استيقظت بعدها ب 10 دقائق أحست نيكول بأنها ولدت من جديد وأن إحساس الألم والفراغ في قلبها قد تم استبداله بالدفء والتواصل .

الجمعة، 24 أبريل 2015

Case #66 - Dando un paso fuera del circulo

profesor mostró preocupación, pero no hizo nada. Ella no quería regresar a casa y se escondió en una cueva hasta que alguien le dijo a su madre y fue a buscarla. Su madre mostró algunas lágrimas por su condición, pero su padre nunca expresó ningún remordimiento.
Ella estaba llorando como contó en la historia, describiendo cuanto dolor sentía en su corazón.
Yo era amable con ella, pero ella estaba en su mundo de dolor, sólo notándome periféricamente.
Le señalé que yo era un hombre.  Que me importaba lo que le pasó, pero que esto debía ser una borde difícil, porque era su padre quien originó su dolor; al mismo tiempo que le daba cuidado, también representaba a la mayor autoridad que originalmente la había lastimado en forma tan profunda.
Ping asintió y fluyeron más lágrimas. Ella habló de querer su independencia, ser una persona autónoma y tomar decisiones en su propia vida.
Le dije que yo lo aprobaba y ofrecería mi  apoyo en lo que pudiera ayudarle.
Ella habló de la forma en que su madre la estaba presionando para que se casara y tratando de influir en sus decisiones profesionales.
Continué tratando de traerla de vuelta al presente, a mi apoyo, al hecho de que era un hombre dándole apoyo.
Constantemente le hice consciente su respiración, porque ella seguía conteniéndola. Sin este movimiento energético, no habría ninguna posibilidad de integración de la nueva experiencia.
Ping habló otra vez de querer su autonomía y de querer " dar un paso fuera del círculo '. que era como una prisión de las expectativas familiares.
Así que la invité a realizar un experimento sencillo.
Los dos nos pusimos de pie, imaginando un círculo alrededor de nosotros. Sostuve su mano, recordándole de nuevo de mi apoyo a su autonomía. Este tipo de apoyo sobre todo tiene que venir del padre y le faltaba eso en su caso, junto con cualquier muestra de ternura. Así que le suministre ambas cosas.
Le tomó bastante tiempo, pero finalmente ella dio un paso  "afuera" del círculo, y yo con ella.
Entonces tomé las dos manos y le dije: "ahora, se pueden establecer los términos que desea que esté basada una relación. Usted puede insistir en ser amada y atesorada por un hombre".
Le di este mensaje para reforzar el siguiente posible paso - para encontrar un tipo diferente de relación con un hombre y no simplemente una repetición inconsciente de su padre. Ella dijo: "Yo puedo esperar eso y puedo pedir eso ".
Corregí su lenguaje, porque era un tanto desesperanzado  y falto de fortaleza.

Le pedí que replanteara de otra manera que tenía límites claros - lo que ella requiere, como mínimo, sus límites.
Esto le dio el apoyo y orientación de un hombre en cuanto a lo que podía esperar de mí.
Ella estaba profundamente afectada por este proceso. Era simple, pero respaldada por su anhelo; el énfasis en la Gestalt está siempre en la integración, en dar pequeños pasos que son somáticamente incrustados en la conciencia y la experiencia a través del experimento

الجمعة، 17 أبريل 2015

مدونة جيشتالت # 43 --- صوت الأم السام


تركت تريزا وظيفتها الآمنة من أجل أن تبدأ مشروعها الخاص وكان مبررها لذلك أنها تحب التحدي .
ولكنها واجهت القلق لكثير من الأوقات خاصة عندما عرفت أن شيئا ما سيفشل ولكن عندما اقتربت من النجاح كانت تشعر بالقلق حتى أصبح النجاح مضمون بالكامل وانعكس القلق على حياتها الشخصية .
لم تفهم من أين يأتي القلق ولم تعرف كيف يجب أن تتعامل مع القلق.

رأيت أن الوضع يتعلق بالتحكم والسيطرة حيث تحتاج دائما للشعور بالتحكم وبأن الأشياء تمضي كما أرادت وبسؤالها عن محيطها العائلي تبين لي أن أمها أيضا كانت تهتم كثيرا بالتحكم والسيطرة .
عندما كنا نتحدث عن ذلك لاحظت أنها أصيبت بصداع فتأكدت بأن أمها  كانت في عقلها فطلبت منا أن تخرجها على الوسادة وأن تتحدث إليها وكانت ذلك هي الطريقة التقليدية لجيشتالت عن طريق تكوين أحاديث تخيلية نقدية .
طلبت منها أن تسأل أمها سؤالا ثم تتبادل المواقع معها بحيث تجلس في مكان أمها وترد على السؤال.

صدمت من ردود أمها حيث قالت لها أنها قبيحة على عكس أختها الجميلة وأنها لم ترد أن تنجب أطفال ولكن حدث ذلك على سبيل أداء الواجب كما تمنت أن يكون لها ولد بدلا من تريزا .

لم تكن مجرد أم سيئة ولكنها استحقت بجدارة لقب الأم السامة التي لا تستحق حتى الحديث معها .
اقترحت أن تتوقف الأم عن الحديث مع تريزا على أن أقوم أنا بمحاورتها في محاولة لفهم أكبر لها .
عندما قمت بمحاورة أمها أعطتني المزيد من الإجابات المثيرة التي أكدت التشخيص السابق لها فهي اعتبرت أن تريزا عبئا عليها حيث تهتم الأم بالأطفال فقط حتى يجعلوها تظهر بشكل جيد فمنذ أن حققت تريزا نجاحا ماليا لم تعد أمها تتضايق منها .

الآن من الممكن أن تقول لي أن كل ذلك من تخيل تريزا ولكني أقول بأن كل العبارات التي استخدمتها الأم في حوارها مع تريزا هي عبارات حقيقية استخدمتها مع تريزا من قبل .
لكن القضية هنا ليست دراسة شخصية الأم فبالطبع هي لها مشاكلها ورؤيتها ولكن أسلوبها في التقليل من شأن الطفل هو أسلوب سام ومريض حيث يؤدي إلى نقص الثقة في النفس وهو ما أدى إلى خوف وارتباك تريزا .

لذلك دعوتها إلى التحدث مع أمها بحيث تضع هذه المرة أمامها الحدود التي يجب ألا تتعداها فبدأت تريزا حديثها قائلة " من فضلك لا تفعلي...." ولكني قاطعتها حيث أن كلامها مبني على قيام أمها بشيء ما وذلك غير محتمل الآن .
طلبت منها أن تعيد صياغة كلامها لتوضيح حدودها في صيغة " أنا لن أقبل أن تفعلي ...." فذلك يضع الحدود بشكل أوضح وذلك مهم في طريقة جيشتالت .

استمرت في صياغة المزيد من هذه العبارات التي كان لها تأثير كبير حيث منحتها القوة غير أنها احتاجت مني بعض المساعدة في صياغتها .
بعد ذلك شعرت تريزا بالمزيد من الاستقرار حيث بات واضحا لها ما تحتاج إلى فعله من أجل إسكات صوت أمها في رأسها وبالتالي إبطال قدرته على تقليل ثقتها في نفسها .

تضمن ذلك استخدام طريقة جيشتالت الكلاسيكية وذلك عن طريق استحضار حوار محبوس في داخل العقل وجعله مفتوحا مرة أخرى بحيث نستطيع توفير الدعم اللازم لتحريك ذلك الموقف القديم .

© Lifeworks 2012

Contact: admin@learngestalt.com

Who is this blog for?

These case examples are for therapists, students and those working in the helping professions. The purpose is to show how the Gestalt approach works in practice, linking theory with clinical challenges.

Because this is aimed at a professional audience, the blog is available by subscription. Please enter your email address to receive free blog updates every time a new entry is added.

Gestalt therapy sessions

For personal therapy with me: www.qualityonlinetherapy.com

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

© Lifeworks 2012

Contact: admin@learngestalt.com

لغة

HOME

Informed Consent & Rates

PROFESSIONAL TRAINING

Gestalt Therapy Defined

PROFESSIONAL SERVICES

PAYMENTS

OTHER STUFF

Links

Book:Advice for Men about Women

BLOGS

• English

Bahasa

Čeština

Deutsch

Español

Français

Greek ελληνικά

Hindi हिंदी

Magyar

Melayu

Italiano

Korean한국의

Polski

Português

Română

Russian Русский

Serbian српски

Chinese 中文

Japanese 日本語

Arabic العربية

English Bahasa Čeština Deutsch Español Filipino Français ελληνικά हिंदी Magyar Melayu Italiano 한국의 Polski Português Română Русский српски 中文 日本語 العربية

vinaysmile

I publish this blog twice a week. It is translated into multiple languages. You are welcome to subscribe

logosm1

We help people live more authentically

Want more? See the Archives column here

ستيف فيناي غَنْثَرْ: المدير

دراستي و شغفي العلاج النفسي يمتد لـ40 عاماً. قضيت 28 عاما في التدريب الشخصي و كنت أعمل مع الأفراد و المتزوجون والعائلات.

خبرات أخرى

تتضمن خبراتي السابقة العمل بالمسرح، مسرح الشارع، أنشطة اجتماعية، فلسفة التأمل. كما قمت بالعديد من المشروعات التي تتضمن مقى للنباتيين، مشروع كتابة لافتات، متجر للأطعمة.

معهد "نورث ريفرز" للعلاج بالجالشاطات NRGI

لقد قمت بتأسيس معهد "نورثيرن ريفرز" للعلاج بالجالشطات – و مدة برنامج الدراسات العليا هي 4 سنوات و هي مسجلة لدى وزارة التعليم العالي. عملت كمديرا للبرنامج لمدة 17 عاما، و كنت مسئولا عن كل ما يتعلق بالمعهد متضمناً تطوير المناهج، الإشراف و التدريب و التقييم.

التطوير الوظيفي

قمت بتطوير طريقة فريدة تدعى "التأهيل لإتخاذ قرار الوظيفة"، و التي يتم اتباع عدة أساليب في جلسة واحدة مركزة، و تساعد الناس على ايجاد الدرب الوظيفة المثلى لهم.

برنامج "لايف ووركس" أو "ثمار الحياة" الدولي

عادة أعطي دروس في الولايات المتحدة و المكسيك و الصين و اليابان. أحد تخصصاتي في مجال العلاج النفسي و العلوم الروحية.

أعمل مدير للعلاج النفسي الروحي في جامعة "ريوكان".

"لايف ووركس" تملكها و تديرا مؤسسة "تييرّا.

عن المؤلف

أنا مؤلف كتاب للرجال اسمه: "Understanding The Woman In Your Life – A Man's Guide to "a Happy Relationship. تفهم الرجل للمرأة في حياته"-دليل الرجل لعلاقة سعيدة.

المكافآت

أستمتع بعملي و أشعر بقدر كبير من الرضا عندما أساعد الناس في التغلب على التي يواجهونها و اكتشاف الذات و تمكين النفس. أجد التدريس و التدريب مكافئاً لي.كما أقوم بالدمج بين النظرية و النهج التجريبية في مناهجي الدراسية.

الشخصية

لقد قمت بتربية 5 أطفال و أربعة أحفاد. و أنا مبهور بنظرية الأنظمة و الآليات الذكية، و أنا حاليا طالب دكتوراه، و أعمل على أطروحة حول الأبعاد الشخصوية للقوة.

المؤهلات

ماجستير في الصحة النفسية، دبلومة في العلاج بالجالشطات، دبولومة في الايكولوجيا أو البيئة الاجتماعية، مدرب CAT IV. حاصل على عضوية الجمعية الأوروبية للعلاج بالجالشطات و عضوية الجمعية الاسترالية لمستشارين المهن.

Gestalt therapy sessions

For personal therapy with me go to: www.onlinetherapy.zone

Links

Career Decision Coaching

Here

and here

Lifeworks

Gestalt training and much more

http://www.depth.net.au

For Men

Here is a dedicated site for my book Understanding the Woman in Your Life

http://www.manlovesawoman.com

The Unvirtues

A site dedicated to this novel approach to the dynamics of self interest in relationship

http://www.unvirtues.com

Learn Gestalt

A site with Gestalt training professional development videos, available for CE points

http://www.learngestalt.com

Gestalt therapy demonstration sessions

Touching pain and anger: https://youtu.be/3r-lsBhfzqY (40m)

Permission to feel: https://youtu.be/2rSNpLBAqj0 (54m)

Marriage after 50: https://youtu.be/JRb1mhmtIVQ (1h 17m)

Serafina - Angel wings: https://youtu.be/iY_FeviFRGQ (45m)

Barb Wire Tattoo: https://youtu.be/WlA9Xfgv6NM (37m)

A natural empath; vibrating with joy: https://youtu.be/tZCHRUrjJ7Y (39m)

Dealing with a metal spider: https://youtu.be/3Z9905IhYBA (51m)

Interactive group: https://youtu.be/G0DVb81X2tY (1h 57m)