الجمعة، 20 فبراير 2015
مدونة جيشتالت # 36 ---- المرأة التي لا تشعر بشيء
تتحدث برندا عن فقدها للهوية الواضحة وعدم شعورها بالحدود والتعريف الزائد مع الآخرين
تتحدث أيضا عن كونها خجولة ولا تحب أن تلتقط لها الصور أو أن تكون محط الأنظار .
كانت ذلك مؤشرات عن ضرورة التعامل معها بحذر وحساسية وإدراك لما يتعلق بالخجل الشخصي عند التعرض للاهتمام .
جعلتها تعلم أنني أحب ألا اختبر فيها أكثر من شعوري تجاهها .
افترضت أننا نقف أمام مجموعة من الناس وسألتها عن شعورها تجاه ذلك فأجابت بأنها تشعر أنهم جمعيا ينظرون إليها ولكنها في الوقت ذاته غير مرئية فسألتها عما إذا كان ذلك بسبب معرفتهم المحدودة بها أو بسبب اختباءها فأجابت "كلا السببين "
ساعدني ذلك على وضع إطار للديناميكا المتعلقة بالعلاقات لذلك جلبت ذلك إليها وحدقت فيها فاختبأت مني أيضا واعترفت أنها تفعل ذلك مع كل الأشخاص .
أظهر ذلك معوقات بداخلها تتعلق بالعلاقات حيث يوجد جزء منها يشتاق إلى أن يراه الناس والجزء الآخر لا يسمح بذلك وكان ذلك انذرا لي بأن أتعامل معها بحرص وإلا حبست نفسي بداخل تلك الديناميكية .
بدلا من أن أختبر فيها أشياء أخرى أخبرتها بما وصلني منها حيث عرفت منها معلومات شخصية وأيضا رأيت أشياء أخرى مثل ألوان ملابسها التي تلبسها .
صنع ذلك أرضية مشتركة بيننا فبدون سؤالها عرفت أنني موجود في الجزء التي تشاركه معي وما تجعله متاحا . في حالة الخجل يجب أن تستقبل ما يبيحه الشخص بدلا من أن تسأله الكثير من الأسئلة الإختبارية .
ظلت عيونها زجاجية وقالت أنها تحاول تغيير المسار وهذا يدل على قوية التواصل فطلبت منها أن تذهب إلى مكان في عوالم غير محدودة من العصور السابقة عندما تحاول تغيير المسار .
دل ذلك على الانفصام وكانت هذه المواضيع التأمينية مهمة جدا .
اقترحت عليها أن تغير المسار وان تعيش في حلم خيالي وان أعيش أنا أيضا والأشخاص في حلم خيالي وان نجلس جميعا سويا في أماكن أحلامنا .
أثار هذا الاقتراح اهتمامها وشجعها على التحرك في نفس الاتجاه حيث يسمى ذلك بنظرية التناقض في التغيير في جيشتالت بأن تتعامل مع ما هو قائم وان تدخل فيه .
قالت " أنا لا أشعر بأي شيء "
لقد كانت تعاني تماما من الانفصام وفي هذا المكان كان متاحا نوع معين من الاتصال .
سألتها عن ما تريد من دعم حتى تشعر بالأمان فأجابت بأنها لا تريد أن تكون مرئية .
لذلك أخبرتها بأني لن أنظر إليها وفي نفس الوقت عبرت لها عن حزني لعدم رؤيتها حيث أنها ستختبئ إذا حاولت النظر إليها فأخبرتها بأنني أشعر بالدفء تجاهها ولكنني لا أجد طريقا للوصول إليها .
نظرت لي ليندا وقالت " أنا لا أحب أن أحصل على الدعم "
وكان ذلك الإفصاح الذي أعطاني المؤشر المطلوب للتعامل معها .
اقترحت عليها القيام بتجربة بأن ترفع يديها بحيث تقاوم أحد اليدين بينما تكون اليد الأخرى مفتوحة لتلقّي الدعم .
فعلنا ذلك وكانت قادرة على تلقّي الدعم مني حيث وصلت ببطء إلى يدها المفتوحة وأمسكت بها .
أقرت بوجود قوة بداخلها أخبرتها ألا تشعر فطلبت من شخص ما أن يقف أمامنا ممثلا لهذه القوة . لم ترد ولم تستطع أن تتعرف على ما يمثله هذا الشخص وكان ذلك جيدا .
طلبت منها أن توجه عبارة للقوة فقالت " سأستمع لكي عندما تكونين مفيدة لي فقط وسأسمح لنفسي بالشعور بالدعم "
دلت هذه العبارة على التكامل بعد الانفصال .
استطاعت أن تسمح لنفسها بالشعور والحصول على الدعم والدخول في علاقات والقدرة على الاختيار وأن تكون مرئية .
كان ذلك عملا بطيئا تطلب مني أن أحترم باستمرار حدودها ولا أسال كثيرا عن التفاصيل حتى عن تلك التي تتعلق بما تشعر به وألا أستسلم أيضا. يتفاعل الناس عادة مع الشخص الذي يضع حدودا للخصوصية بنوع من الاقتحام أو الاتصال الغير فعال أو إظهار الاهتمام والعطف بينما ما هو مطلوب هو الاتزان بإظهار الدفء الكافي غير الزائد والاهتمام الكافي غير الزائد وهذا أساس مهارة العلاقات .
الجمعة، 13 فبراير 2015
مدونة جيشتالت #35 –الغضب من الزوج السابق
تتعلق مشكلة ماريون بتنظيم الرعاية المشتركة للأطفال مع زوجها السابق ولكن كان من الواضح أن ذلك ليس الأمر الرئيسي حيث أن الأمر الرئيسي هو عدم ارتياحها وعدم الإنهاء الكامل للعلاقة معه .
قبل البدء في التفاصيل قلت لها أني لاحظت أنها تنظر إلي بنظرات حادة في البداية وكان ذلك له تأثير كبير علي حيث أشترك مع زوجها السابق في كوني رجل وأن بعض الطاقة التي تشعر بها تجاهه تشعر بها معي الآن .
سأتلها عن مشكلها فأجابت " الغضب"
سألتها عن سبب غضبها فحكت لي قصة طويلة عن الظروف فسألتها مجددا: حسنا ماذا يغضبك بالضبط ؟ فبدأت في استكمال القصة الطويلة مجددا .
اضطررت أن أسألها مرات عديدة حتى أخبرتني عن السبب الحقيقي وهو أنها شعرت بالخيانة من زوجها السابق حيث توقف عن دعمها ماليا حتى يدعم التجارة التي كان يديرها وأيضا أخفى ذلك عنها وعن والديها الذين كانوا يعيشون معهم .
قلت لها : نعم أنت غضبانة أستطيع الشعور بذلك ولكن ما شعورك الآن ؟
بدأت في سرد أشياء تتعلق بأحكامها وآرائها أكثر من مشاعرها .
ثم قالت أنها تسترجع مشاعرها .
دعوتها لتخيل أنني زوجها السابق وتلومني فقالت أنها تشاركه اللوم أيضا .
لذلك طلبت منها مجددا أن تخبرني شيء واضح يبدأ ب " أن غضبانة بسبب ..."
أخيرا بدأت تعبر عن نفسها وسردت الأشياء التي أغضبتها .
تعرفت على مشاعرها وعن رؤيتي لها وكيف بعد ذلك أستطيع رؤيتها تتحول إلى دموع وأرى آلامها .
شجعتها على التعبير الواضح عن نفسها وظلت تتحول بين الغضب والدموع وشعرت بأنها مسموعة وتعبر عن نفسها بثقة أكبر . كان هناك الكثير من الصمت المليء بالمشاعر وتعريفاتي البسيطة .
في النهاية شعرت بأنها اخف حيث تخلصت من قدر كبير من الألم والغضب المحفوظ بداخلها منذ الطلاق .
حتى تنجح هذه العملية كان علي أن أكون مثابراً معها وأن أركز وعيها على التجربة وأن أقطع القصة لأصل إلى السبب العميق للغضب . وفرت لها وعاء عاطفي للألم والغضب وشجعتها أن تعبر عن نفسها وتطل ذلك بعض الوقت حتى تشعر بالاطمئنان .
أعطيت لها التعريف الصحيح التي جاءت إلي تبحث عنه وتريده فلم أكن زوجها السابق ولكن الطاقة كانت قوية بالقدر الكافي لأن تشعر بالرضا بالتعبير عن مشاعرها معي . أسهم ربطي في البداية بأنها تراني رجل مثله في استلهام قوة مشاعرها وأن تشعر بأن ذلك ليس مجرد تمثيل .
كان ملحوظا أنها لم تصرخ أو تصيح أو ترمى الوسائد أو حتى ترفع صوتها حيث أن الغضب يتحرك في العلاقات وليس من الضروري أن يتحرك خلال وسائل العلاج الدرامية .
الاثنين، 2 فبراير 2015
مدونة جيشتالت # 34 –الاتصال والثقة
ناثان كان رجل قوي البنية و مفكّر و له حضور قوي .
كانت مشكلته هي الثقة فهو لم يكن يشعر بالثقة في الأخريين .
يدور تاريخ أسرته حول العنف بين أخوه وأخته الأكبر منه بينما كان هو يلعب دور الولد الصالح ولكن كان هناك موقفين أثرا عليه في طفولته أولهما عندما غضب بشدة من أخيه الأكبر فرماه بشيء ما كاد أن يصيب عينه بينما الموقف الثاني عندما ضرب ولد في المدرسة فجاء الولد إلى البيت و خربشه في وجهه .
منذ ذلك الوقت وهو منطوي ولا يتشاجر مع أحد .
لقد أدهشني عندما أخبرني بأنه لم يكن بالغ الثقة في نفسه فكيف ذلك وهو رجل قوي معتمدا على جسده .
قال بأن له أحكاما سيئة عن الآخرين ولكنه يفضل أن يحتف بها لنفسه .
لذلك أعطيته تجربه للثقة ولقد قمت بها معه في البداية .
كان يوجد ثلاثة مكونات وهم ما يعتقده و ما يشعر به وما يريده من الآخر .
فعلت ذلك معه وفعله معي وتمكن منذ ذلك بسهولة .
قمت بتعريف ذلك كاجتماع للثقة وبالاستمرار يقودنا إلى حوار ثقة يؤدي في النهاية إلى علاقة مبنية على الثقة .
دعوته لأن يفعل ذلك مع ثلاثة أفراد من المجموعة فكان الأول صريحاً بينما الثانية كانت امرأة أعطته رد متشابك مما جعله يشعر بالتشتت فدعوته للرد بعبارات تدل على شعوره وأعطيته صيغة لذلك خاصة عند الرد على امرأة : بعد عبارة اجتماع الثقة الأول كان عليه أن يصيغ ثلاثة عبارات تدل على المشاعر من أجل الرد على كل شخص بمفرده .
مارس ذلك مع شخص جديد .
سألته عن انطباعه عن التجربة فأجاب بأنها سهلة .
أوضح ذلك أن كل ما كان يحتاج إليه حتى يقوم بالممارسة هو التوجيه والإرشاد والدعم .
أحب كرجل أن يحصل على الإرشادات الواضحة حتى يخرج الطاقة الكامنة بداخله بصورة آمنة .
كان واثقا من قدرته على استكمال الممارسة.
بالطبع كان ممكنا أن نتعامل مع عائلته صاحبة الموقف الأصلي ولكن الأمر كان مواجهة مركزة معه للحاضر والمستقبل وأعطاه ذلك خبرة فورية للنجاح .وكان ذلك مهم لثقته المترنحة وأعطاه أيضا وسيلة لاستكشاف نفسه عن طريق عملية الاتصال .
الاتصال هو المفتاح الرئيسي لنظرية جيشتالت وتطبيقها وكان ذلك محور هذه الجلسة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)