الاثنين، 20 فبراير 2017
ميدوسا (إلهة إغريقية)
راود تريسي حلم حيث رأت أنها قتلت رجلا ووضعته في خزانة المطبخ. حاولت ألا تدع أي أحد من حولها يعمل بهذا الأمر. و أبقت الأمر مخفيا في عقلها لتلقي اللوم على أمها.
ذهبت لمقابلة معالج نفسي و كان يعمل محقق أيضا. حاولت جاهدة اخفاء الأمر عنه. كان الأمر بالنسبة لها كفيلم من أفلام الجريمة.
قمنا بالعمل على الحلم من منطلق الجاشطالت.
طلبت منها بأن تقص عليّ الحلم كما وأنه يحدث الآن في وقتنا الحاضر- طريقة عرض في حالة وعي كامل.
و أثناء تمثيلها للحلم كنت أوقفها لكي أسئلها عن شعورها، أو كي أسألها عن بعض التفاصيل عن الرجل التي قتلته في الحلم.
ثُم طلبت منها بأن تمثل دور الرجل و أن تتحدث كأنها هو.
فقال: تريسي باردة المشاعر، حريصة و قوية.
عندما توقفت عن تمثيل دور الرجل، ضحكت، ارتبكت و أبدت عدم ارتياح لهذا الوصف.
كانت الخطوة التالية المتابعة مع معالج نفسي. حاولت جاهدة أن تخفي الحقائق عنه.
بعد ذلك مارست تريسي دور المعالج النفسي. فشعر بأنها كانت قوية، و لم يكن في استطاعته أن يستخلص أي معلومات منها.
و عند التحدث اليها- ظللت أردد الأوصاف (قوية، باردة، حريصة). فقالت أنها شعرت بالسادية. لذلك وضعت كل هذه الكلمات معا.
طلبت من ثلاثة نساء أن يقمن بالتجول و أن يستعرضن هذه الأوصاف.
ثم دعوت تريسي بأن تقوم بالمثل. وجدت أن الأمر صعب، و ظلت تضحك و تبتسم، و لكنني شجعتها بأن تجاري الأمر، و أن نشعر بأنها تلك المرأة القوية. طلبت من أحدهم أن يمثل دور الجثة، و طلبت من أحدهم أيضا بأن يمثل الجزء الذي يدعي البراءة منها، كأنها لم تكن لتؤذي أي أحد مطلقا.
جعلتها تقوم بالنظر الى بعض الرجال الموجودين بالمجموعة "نظرة قاتلة". فشعرت بقوتها، ولكن خالجها بعض الضحك. و مع ذلك، شعرت نوعا ما بأنها شريرة كلما ضحكت. الضحك عادة ما يكون نوعا من الأنعطاف، طريقة لاستنكار التجربة.
سألتها بأن تأخذ نفس عميق في بطنها-استطعت أن ألاحظ بأنها تأخذ نفس في الجزء العلوي و بعمق.
عندما قامت بذلك، قالت أنها كانت تشعر بأن هناك صخرة في معدتها. و بعائق في قلبها. شجعتها على التنفس، و استشعار بأن هذه الصخرة ستمدها بالقوة.
قالت بأن هذا أولا الرفض الذي عنته من والديها، و ثانيا الكبت لجنسيتها. شعرت أنها تمسك بخنجراً، و أرات أن تقوم بالعبث به. نوعا ما شعرت بأنها الإلهة الإغريقية ميدوسا...التي كانت تحول الرجال الى صخر بالنظر اليهم. و قالت أنها كانت تشعر بشعور جنسي جيد في جسدها.
تبود مختلفة جدا الآن- أكثر جدية، لا مزيد من الضحك أو "تمثيل البراءة".
كانت هذه نقطة التقبل، بدلا من الاستنكار لقوتها. استطاعت أن تخوض التجربة- الجزء القاتل بها، جنسيتها، قوتها كإمرأة.
في الجاشطالت، الإنكار لأجزاء في نفسنا يعتبر خطر جدا. عندما يسمح الناس للأجزاء المظموسة في أنفسهم بالظهور للوعي، عندها يمكنهم أن يتخذوا قرارات كاملة، و من هذا المبدأ "اتخاذ المسئولية". هذا هو المحور الوجودي للجاشطالت –ليس بايجاد أي حلول أو ارشادات أخلاقية لكي يطبقا الشخص، و لكن لمساعدة الناس على ان يتواجدوا مع جميع جوانبهم، و بالتالي يصبح لهم القدرة على إتخاذ قرارات مسئولة.
في هذه الجلسة قمت بانتهاج اسلوب تحريك الطاقة، و قمت بالتركيز على توجيهها للتعامل مع الجزء الذي تستنكره- عنفها، قوتها. وجدت أنه من الصعب التواجد مع هذا الجانب و تملّكه. كان بإمكانها أن تتغاضى عن أشياء بينما تظل هذه الأشياء معلقة و من الواجب التعامل معها.
الاثنين، 6 فبراير 2017
التأقلم مع المشاعر الجنسية
تبلغ ليندا 33 عاماً و هي عزباء. صرحت بأنه العديد من أصدقائها كانوا رجالاً، و لكن اعتبرتهم جميعا كـ"أصدقاء" فقط. و عندما أتيحت الفرصة لوقوع علاقة رومانسية، وجدت أنه من الصعب عليها أن تغير نوع الصداقة التي بينهما.
أثناء الجلسة كان تركيزها منصبا على استكشاف شيئا غامضا في نفسها.
بدأت في التواصل معها و أخبرتها عن اهتماماتي بهذا "الجزء الغامض". أخبرتها بأننا لا يعرف أحدنا الآخر جيداً، و لذلك أخبرتها ما الذي يثير فضولي تجاهها، و أثرت فضولها تجاهي.
في العلاج بالجاشلطات نتحدث عن "الفراغ الخلاق" و هي الجزئية التي لا يوجد فيها تحديد أو وضوح، و هو مكان غني لبدء الاستكشاف، و ممارسة العلاج بالجاشلطات تتطلب من الممارس أن يعتاد على عدم المعرفة.
تحدثت عن كونها "فتاة مثالية" و كيف أرادت أن تتماشى مع هذا المبدأ مع والديها. تحدثت عن طريقتهم في نقد صديقها الحميم و عن كيف كانت تغادر من الشباك لكي تهرب من نظراتهم. أرادت أن تتخذ قراراتها و تصنع حياتها بنفسها. و لكنها وجدت أنه من الصعب تحقيق ذلك.
نستخلص من السابق أن الأمر متعلق بحياتها الجنسية. كونها "فتاة مثالية" كان يعني منعها من امتلاك مشاعرها الجنسية بشكل كامل. لم تتخطى حاجز الصداقة بينها و بين أصدقاءها الرجال، و قالت أنه حتى لو حوال أحدهم تخطي هذا الحاجز كانت توقفه عند حده. لذلك كان التحدي هو أن نقوم بدعمها لكي تتأقلم مع طبيعتها الجنسية. قمت بسؤال الجميع إن كان بينهم من تعتبر نفسها "فتاة سيئة". فقط واحدة "مارتينا" رفعت يدها. طلبت منها بأن تتحدث مع ليندا عن هذا الأمر. في العلاج بالجاشلطات نحن نعتمد أسلوب الدعم، و حين يتعلق الأمر بشئ مخجل كالجنس، فانه لمن المهم جداً ألا يشعر الشخص بالوحدة، و ذلك أيضا يساعد على تقليل الشعور بالحرج، و يزيد الشعور بالانتماء و الطمأنينة مستبعداً الوقوع في دائرة الشعور بالعار.
قالت مارتينا أن الأمر بالنسبة لها كان لم يكن عن الصةاب أو الخطأ، إنما كان تجاهل تعريف الناس عن ما هي الصواب و الخطأ، و اكتشاف ما الذي هي تريده، الأشياء التي تصب في مصلحتها.
بعد ذلك عدت إلى ليندا و سألتها عن شعورها. فقالت أنها لم تكن تشعر بجسدها بوجه عام، لذلك كان كم الصعب عليها أن تعلم كيفية شعورها و ماذا تريد.
كان واضحاً أن هذا عائق يعيق من التقدم في حالتها!
لذلك و بحرص دعوتها إلى اجراء تجربة، و أعطيتها العديد من الخيارات المتعلقة بالتورط مع امكانية التوقف ان احتاجت لذلك. كما أنني شرحت حدود التجربة: يمكن إجراء هذا فقط ضمن مجموعة، كما أن الرجل الذي انضم للمجموعة قام بالمطلوب فقط لكي يدعمها. انه لمن المهم أن يتم شرح الحدود جيداً و خاصة عندما يتعلق بالمسائل الجنسية.
طلبت منها أن تقوم باختيار الرجل الذي تراه جذابا من ضمن المجموعة.
جعلتهما يقفا متقابلين. فسألتها عن شعورها فقالت انها تشعر بالقليل من التوتر ليس الا.
بعد ذلك طلبت منها أن تتنفس، و تحرك الطاقة الداخلية لأعلى و لأسفل بينما تنظر اليه. قامت بفعل ما طلبت منها و بعد برها قالت: "انه لا يبدو حقا جذاب بالنسبة لي" و قالتها بالنبرة التي تتحدث بها الى الأصدقاء و تمحو الطابع الجنسي، لذلك قمت بمصارحتها و سألتها ان كانت فعلا تريد أن تحرز تقدما في الجزء المجهول لديها. في هذه اللحظة قمت باستخدام نيتها كدعم لمساعدتها على خوض المخاطرة. التعليق الذي قالته جعلني أقترح أنها تقوم بالتعويض عن ذلك.
وافقت على اقتراحي و لذلك طلبت منها أن تستمر بالتنفس، أثناء النظر اليه، و تستشعر بالارتياح الذي يسري في جسدها، ولكن بعد مرور بعض الوقت شعرت بالارتياح في النصف العلوي من جسدها، ظللت أشجعها و أحثها على التنفس لتستكمل.
بعد مرور المزيد من الوقت، سمحت للراحة أن تسري في جسدها الى الاسفل حتي المعدة و قليلا الى الخصر.
شريكها في التجربة أعطانا رأيه في التغيرات التي لاحظها و قمنا بناقشة ذلك بالتفصيل فيما بعد.
كانت هذه خطوة كبيرة للأمام بالنسبة لها، حيث أنها لم تتمكن من قبل بالشعور بهذا النوع من الطاقة. و هي في كامل وعيها و بدون أي نوع من الجنس. لم تلاحظ من قبل مقدار الطاقة التي تملكها، و كيف تتناغم معها و تبقي عليها، أو كيف تجلبها في علاقتها مع رجل.
التعامل مع الأمور الجنسية من كبرى التحديات في علم النفس. في بعض الأحيان قد يصل الأمر الى حد التحرش، الا اذا كان المعالج واضحا جدا بشأن الحدود.
و مع ذلك، من المهم أن لا نزيد من مقدار الحرج أيضاً، فهم غالباً لن يتعرضوا لمواقف مشابهة.
تم تصميم هذه التجربة لكي تخترق الجزء "المجهول" لديها، بتوقيت و طريقة مجدية و صائبة من أجلها.
كان يمكننا العمل من نقطة الصرامة التي اتبعها والديها، و لكنها كانت مستعدة لخوض تجارب جديدة، و متعبة من طول الكبت، لذا كانت مستعدة للقيام بما يتطلبه الأمر.
الكثير من الناس يحجبون وعيهم الجنسي؛ الجنس يعتبر منطقة عادة محجوبة بحوائط ضخمة. في بعض الأحيان يتعلق الأمر بصدمة ما. و لكن في أحيان أخرى يتعلق الأمر بالجو التربوي العائلي الذي يحبط من المشاعر الجنسية.
لكي نعيد هذه المشاعر، فان العلاج بالجاشلطات لا يركز على "اباحة الجنس للجميع" و لكن يدلا عن ذلك بانه يركز على اعطاء الحياة الجنسية مكانها الطبيعي في نمط الحياة اليومية- لا هي اباحية، و لا هي مكبوتة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)