الخميس، 23 أكتوبر 2014
مدونة جيشتالت # 26
العطاء و الأخذ
أحبت تريسى السفر بمفردها فهى تحب كونها امرأة مستقلة .كانت تذهب الى البيت كل عدة أسابيع لعدة أيام وكان ذلك يناسبها .امتلك شقة خاصة بها فى القرية وقالت أنها تناسب زوجها فهى لها معاييرها العالية ولكن بالتأكيد ستكون هناك مناقشات .
أحست ان حياتها ملك لها و حيث أن ابنهما أصبح كبيرا فهى لم تكن مضظرة الى الاتزام بالمسؤوليات العائلية .استمتعت بأسلوب حياتها و بعملها .
لكن مشكلتها كانت أنها شعرت بالخوف عندما كانت فى المنزل لأول مرة وذلك بعد مدة قصيرة من الوقت .
لأكون اعمق سألتها عن والديها .كانت تمتلك قدرا من الحرية أثناء طفولتها حيث أن أمها كانت مشغولة بتربية عدد من الأطفال أما والدها فأعطاها بعض الامتيازات كأنها تشبه قليلا الولد ولكنه فى نفس الوقت كان حنوناً معها .حتى عندما لفتت الانتباه كان ذلك فى صورة الضغط عليها لتمثل أنها طفل جيد أو أن تكون ذلك فعلاً .وكان الأمر يتعلق أصلا بذلك حيث أن الموقف كان ما بين إما أو .إما أن حظى بالملاحظة أو أن تحظى بالحرية ولم يكن هناك حل وسط .
بعدها أقترحت القيام بتجربة لمعرفة كيف كان ذلك مع زوجها .
وقفنا مواجهين لبعضا وتشابكت الأيدى ممثلة الإرادة فى الملاحظة ثم دفعت الأيدى ممثلة الحرية .
بعدها مباشرة أصبحت محبطة .قالت أن لم ترد أن تكون فى موقف إرادة الملاحظة ومثّل ذلك ضغط كبير عليها وشعرت بالخوف .
سألتها كم مرة شعرت بداخلها أنها تريد أن تكون فى هذه الموقع طبيعياً مع زوجها .قالت أنها أردات حرية أكبر حتى من التى كانت تمتلكها .سألتها عن المقدار الذى أرداته بدون الاحساس بالواجب .قالت أنها أرادت ان تذهب مرتين فى العام الى منزلها لعدة أيام ويكون الباقى من الوقت ملكها .
لم يكن هذا نموذجى للعلاقات ولكنى أردت أن أقبله فربما كان هذا نموذجها .
بناء على هذه القاعدة عملنا .أرادت أن تكون فى موقع إرادة الملاحظة لمدة قصيرة وأن تكون فى موقع إرادة الحرية سريعاً بعدها .قالت أنها لا تشعر بالارتياح اطلاقا عندما تريد الملاحظة من زوجها .
لذلك عكست الموقف .لعبت دور زوجها ووضعت يدى فى موقع إرادة الملاحظة فقامت على الفور بدفع يديها وبقوة كبيرة .
شعرت بكثير من الاستياء . شعرت أنها عندما تكون معه فهو دائما يريد شيئاً منها وأنها دائماً تعطي دون أن تأخذ شيئ فى المقابل .لذلك ظهر غضبها وأصبحت الدائرة واضحة .هى دفعت بقوة فأصبح هو محتاج اليها فدفعت أكثر و هكذا .
لذلك أقترحت أن نضيف موضع أخر لليد وهو موضع (العطاء) وبات من الواضح انها لا تمتلك المزيد لتعطيه.لكنى عدّلت موضع العطاء ليصبح للزوج وتكون هى فى موضع ارادة الملاحظة والأخذ .
جلب ذلك أيضا الكثير من الشكوى للجزء الخاص بها .شعرت أنها لم تحصل منه على أى شيء من قبل وانها قضت سنوات كثيرة فقط تعطيه ثم تعطيه .
ومع ذلك طلبت منها أن تأتى للحاضر وأن تسمح لنفسها ان تشعر بكونها الشخص الذى يأخذ بمجرد أن شعرت بالاستياء .وافقت وتحركت بعمق بالأخذ .لكن سريعا ما شعرت بعدم الارتياح حيث عرفت ان تكلفة الأخذ ستكون فى المقابل العطاء وهذا يخيفها بشدة .
لذلك ظهر لى جزء عميق جدا من الدائرة .
لذلك اقترحت التغيير .سوف أعطيها وهى سوف تأخذ و بمجرد شعورها بعدم الأرتياح نقوم بالتبديل .ستستطيع أن ترعطى فى المقابل وترد دينها و سأستمر فى الأخذ منها طالما هى تشعر بالارتياح .
تحول رتمها ليصبح سريعا الى حد ما فاصبحت تظل فى كل موقع فقط لبضع ثوانى .لكنها شعرت بالارتياح لذلك و أن لا أحد منّا يستمر فى أى موقع كثيراً .
التجربة كانت مفيدة جدا لها و أعطتها الخبرة التى اشتاقت لها طويلا .
الأهمية لم تكن لكون ذلك علاج او حل للموقف ولكن كان ذلك استكشاف للإدراك وذلك جلب إدراك أكثر عمقاً لنفسها ولموضوعها ولمشاركتها فى الدواءر وأيضا جلب خبرة جديدة .
مثل هذه الخبرة الجديدة التى نتجت من تجربة جيشتالت لا تقدم حلولاً ولكنها توسّع عالم الفرد ومن الممكن ان تقدّم مرجع جديد لما هو ممكن .وتستطيع أيضا أن تقدم خبرة الشفاء عندما يكون شيئاً ما غير متوفر فى البيئة المحيطة بالشخص .
العملية قامت باستكشاف المجال الخاص بالموضوع .عندما يكون ذلك واضح نتحرك نحو القيام بتجربة حالية .لفعل ذلك كان عليها أن تشعر أن ذلك لم يكن مدبراً على الإطلاق ولكنه متعلق بالفعل برتمها هى .
استخدام نفسى كمشارك يعنى أننى أستطعت أن اندمج حيث كانت هى و استحضرت ما احتاجت له وحصلت هى على خبرة مباشرة عميقة بنظامها .
تعنى أيضا أننى أستطيع التجاوب فى طرق جديدة .لقد قمت بتعديل التجربة لأضيف الحركة الثالة وهى " العطاء" التى كانت الجزء المفقود والأهم .سمحت التجربة أيضا بأن تعطيها خبرة أن تكون الشخص الذى يأخذ دون أن تكون التكلفة عالية جداً .
الاثنين، 20 أكتوبر 2014
مدونة جيشتالت # 25 – 10000 سهم
واجهت مارى الطلاق مرتين ثم عادت مرة أخرى لتعيش مع زوجها السابق وهو والد ابنها .
استفسرت على القصة من البداية .
كان زوجها شريكا لها فى تجارتها ولكن اختلفا مع الوقت . وبدأ أن يكون عنيفاً معها .واستمر ذلك على مدى فترة من السنين .
بعدها طلب الطلاق منها فى نفس الوقت الذى بحث فيه عن علاقة جديدة مع أحد الموظفات فى الشركة .
بعد أن رفضته الموظفة طلب من مارى أن يتزوجا مرة أخرى وهى وافقت .
بعدها استمر فى ضربها .
أخيرا و بعد سنوات عديدة أخرى وضعت حداً للعنف و قامت بتطليقه.
بعد ذلك ببعض السنوات عادت للعيش معه مرة اخرى ولكن بدون عنف وهى تصف العلاقة بأنها "نرضية " وهي راضية الى حد ما عنها .
لكن تذكّرها لكل هذا جعلها بالتأكيد تشعر بمزيد من الألم بداخلها .
سألتها كيف استطاعت أن تعيش كذلك فقالت لى أن أمها و جدتها عاشتا بدون عنف .
سألتها عما شعرت به فكان ردها " كأّن 10000 سهم فى قلبى " .
تأكدت من انها تحمل الألم بدلاً من أن تحمله للأخرين ولكن عبّرت عن تساؤلى للتأثير عليها .
سألتها أن تتحدث معى كرجل وتخبرنى كيف كان ذلك فقالت أنها شعرت بالأمان .
أخبرتها بأن من وضع هذه الأسهم فى قلبها رجل و لذلك _كرجل_ أستطيع أن أزيل الأسهم من قلبها .
طلبت منها أن أصل هناك و بموافقتها الكاملة على كل خطوة سحبت سهم للخارج.
فعلت ذلك والقيت السهم على الأرض و عرفت كيف تألمت كثيرا لنزع السهم .
قمت بفحص احساسها فقالت أنها تشعر بالألم ولكنها أيضا تشعر بأنها لمست من الداخل وأنها ارتاحت قليلاً .
لذلك كررت هذه العملية مرتين أكثر وفى كل مرة كنت أواجه مفهوم جديد للتجربة.
شعرت ببعض الراحة ولكن أيضا شعرت بتخدير فى يديها وكان ذلك مدلولاً على انها أكتفت بما حدث .
أخيرا ، أقترحت القيام بطقس احتفال مع الثلاثة أسهم و هناك الكثير من الأقتراحات ولكنها أختارت أن ندفنهم جميعاً .
لذلك أخبرتها عن رحلة تخيلية أقوم بها معها فى غابة حيث نذهب هناك لندفن الثلاثة أسهم ونضع التعريف الخاص بهم ونتركهم فى التراب ونذهب .
وكان شعورها فى النهاية ان ذلك المكان بالفعل تراه وهو مضيئاً والصوت فيه مسموع .
طلبت منها ان تقوم بواجب منزلى وهو أن تقوم بتكرار العملية التى قمنا بها مرة يوميا بأن تنزع ثلاثة أسهم جديدة وان تقوم بعدها بطقس دفنهم .
فى هذه العملية قمت فى البداية برسم خريطة للمجال التى عاشت فيه للوصول الى الفهم الكافى للموضوع . بعدها استخدمت حقيقة كونى رجل لأكون جزء من عملية العلاج .تحركت ببطئ وعرفت احساسها لكل خطوة ثم وفرت لها الكثير من الخيارات .
تعاملت مع تشبيه الأسهم الذى قامت به و أخذته بجدية وبدأت منه عملية العلاج .العامل الأهم لم يكن عدد الأسهم أو رفع الألم كنوع من العلاج الدائم ولكن حقيقة اننا بدأنا العلاج الذى أحدث اختلافاً و ىالأن تمتلك طرقة للتعامل مع الألم بنفسها .
صممت تجربة جيشتالت فى هذه المرة مباشرة بناءً على المواد والكلمات التى قالتها و سبب نجاحها فى المقام الأول كان ارضية العلاقة التى أنشأت بينى وبينها .
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014
مدونة جيشتالت # 24
الطفل المهجور
أمضيت بعض الوقت للاتصال مع " جين " فى بداية الحصة . لاحظت التوب الأصفر الذهبى الذى كانت ترتديه .قالت أنها تحب الألوان النارية حيث تجلب لها الدفئ وذلك يساعدها على التعامل مع الحزن .شرحت أنها تحب ان تكون مع الناس المتحمسين والأذكياء ولكن اذا لم توجد لديهم الرغبة فى وجودها معهم فهى تفقد الاهتمام بهم .
سألتها عما تريد أن تعمل معهم فقالت التجارة والأب و الصديق .طلبت منها ان تختار أحدهم فاختارت التجارة.
مهما كانت خيارات الشخص جيدة و تقترب بشدة من العلامة .
سألتها" ما هو الموضوع بالتحديد ؟" – فقالت انها شخصية متمركزة حول نفسها وتذهب الى ما تريده بغض النار عما يريد الناس .
أعترفت بأنها تشتاق الى التميّز و هى تعرف ذلك .والديها تركاها أسفل كوبرى .
هذه الحقيقة غيّرت الأشياء كثيراً بالنسبة لى .أن تفشى لى بسر مهم وصعب كذلك فهذا يعنى أنها تأتمننى على شيء شخصى و محورى جداً.
. بدلا من أتعامل معها على أنها مجرد معلومة مفيدة و متعلقة بشخصيتها وتدل على استقلاليتها ، تعاملت معها بشكل أكثر جدية بكثير فهى بمثابة بكاء داخلى واحتياج للتميّز الذى قالت أنها تريده .
بعدها فهمت أيضا احتياجها للدفئ .
سألتها عما تشعر به الأن فلم تستطع أن تصف لى أى شيء على الإطلاق .كان الجو بارد بالقرب من قدميها بسبب مكيّف الهواء .
لذلك سألتها عن الاحساس بالبرودة فى العلاقة ووضحت لها أن البرودة هى نقيض الدفئ التى تبحث هى عنه فى العلاقة .
لكنّني لم أرد أن أستغرق وقت أطول للحديث عن ذلك.سألتها عن المدة التى قضتها تحت الكوبرى .لم تكن تعرف فطلبت منا أن تخمّن . استغرقت وقت طويل للتفكير.
من الواضح أنها عانت ن البرودة أثناء ذلك الوقت.
أردت بإثارتى لهذه الذكريات المؤلمة أن أتأكّد أن شيئأ مختلفاً حدث .سألتها ان كان ممكناً أن أقترب منها لتستطيع أن تضع رأسها على كتفى .
وافقت على الفور فهذا الذى اشتاقت اليه طويلاً .
لذلك فعلنا ذلك وطلبت منها أن تأخذ شهيقا مهما كان الدفئ الذى تستطيع أن تحصل عليه .لم تستطع أن تتنفس لبرهة وبعد مرور بعض الوقت بدأت فى التنفّس وكانت أنفاسها سريعة جداذ كطفل .أخيرا تباطئت أنفاسها فسألتها عما شعرت به فأجابت بأنها شعرت بالدفئ ولكن قدميها مازالتا باردتين لذلك غطيتهما بقماشه واستكملنا ما كنّا نقوم به .لاحظت أصوات تصدر من معدتها .سألتها عن هذه التجربة فتحدثت عن محاولاتها المستميتة لخسارة الوزن والانتظام فى نظام غذائى لذلك .
من الواضح اذا أن ذلك يتعلق بالجوع وذلك لاحساسها بالدفئ .لذلك سألتها عن ذلك ووضعت يدى على معدتها وطلبت منها أن تتنفس فى الدفئ .
فعلنا ذلك للحظات طويلة ثم أصدرت تحذير فسحبت يدى عن معدتها .
قالت أنها ذهبت الى كثير من الحصص العلاجية ولكنها لم تشعرأبداً بهذه الاستجابة لمشكلتها .
استرشدت عملية جيشتالت بكلاً من التركيز على العلاقة الحالية و من استخضار واقع المشكلة وما كان مفقوداً هناك .كل شيء تحدثت عنه ظهر – الحاجة للتميّز و الحاجة للدفئ و الجوع الذى يصحبه الأكل المتزايد و اهتمامها بنفسها .
لذلك وفّرت لها التميّز على أعمق مستوى ممكن وكان يغلب عليه المستوى الجسدى ومستوى اللمس كالإتصال مع الأطفال الذى يسيطر على معظمه مستوى التواصل الجسدى مع اللمس .
قد يكون العمل السهل فى العلاج مفيداً ولكن التغيرات الأكثر عمقاّ تحدث خلال العلاقة .السر هو أن تكون متيقظاً لحاجات العميل التى تتعلق بالعلاقة وأن تجد طريقة لتحقيق هذه الحاجات فتكون النتائج بالغة التأثير .
الأحد، 5 أكتوبر 2014
23. الأب الكحولى
تواجه مارى مشاكل كع والدها .
فى البداية قضيت بعض الوقت للتواصل معها .أخبرتها عما لاحظته فيها من حماس وانفتاح وعن الدفئ الظاهر من حديثى معها .
سألتها كيف ترانى فأجابت بأنها تشعر بالارتياح و تظن أننى لطيف .
أظهرت الاختلافات و التشابهات بينى و بين والدها .
الاختلافات : هو ينتقد صرفها للمال ، هو يشرب الخمور فى اوقات كثيرة مما يجعلها قلقة وأخبرته بذلك .
التشابهات: هو يدعّمها ويشجعها.
تعترف بأن أمها تثق بها وتشتكى لها من والدها كثيراً .
طلبت منها أن تعرّف المشاعر التى فى جسدها .ضيق فى الصدر واجهاد فى الظهر والرقبة وبعض الالم فى المعدة .قضينا بعض الوقت بينما هى تتنفس .
بعدها وضعت نفسى فى مكان والدها وتخيلت ما يمكن أن يقوله .
وأنا ألعب دور والدها قلت:
-"أريدك أن تتراجعى فالخيارات التى فعلتها فى حياتى هى قرارى وما عليك الا ان تهتمى بحياتك انت "
-"أريدك أن تفهمى أننى وأمك سنحل الأمور بطريقتنا فلا تتدخلى فى علاقتنا "
-" اذا اشتكت أمك لك منّى فعليك أن تصديها وتقولى لها أنك لا تريدى أن تسمعى عن ذلك "
بعد كل عبارة من تلك العبارات سألتها عن شعورها فأجابت بأنها تشعر بالراحة.
فى النهاية طلبت منها ان تتنفس بعمق وأن تشعر بالتنفيس والراحة .
أرادت ان تحكى مشكلة اخرى معه ولكنى طالبتها بالتوقف والتمتع بشعور الراحة للحظات .
فى هذه العملية بدات مباشرة على أرضية العلاقة فلقد علمت أن موضوعها بشأن والدها وأردت أن استكشف الطرق التى أكون فيها فى وضع كهذا .بفعل ذلك استطعت ان أرى بسهولة اكبر ما هو موضعها وهل واجهته من قبل أم لا .
الاختلافات و التشابهات ساعدت في تعريف علاقتنا وفصلى عن والدها ولكنها وفرت ايضا نقطة للالتقاء ومفاتيح مشتركة بيننا.
من الواضح ان النظام العائلى يحكم مارى وذلك غير صحى .
لذلك فبتخيل وضع الأب بإمكانى أن أوصّل رسالة عن ذلك ويكون لها تأثير كبير على مارى .و ذلك يشبه عبارة المجموعة العائلية .
يوجد دليل على ان هناك مشاكل مع الكحول ولكن لا يمكننا جمع كل المشاكل الأن والشيء الأوضح أن عليها أن تتوقف عن محاولة انقاذ والدها .لذلك فإنكلامه لها عن المسؤوليات يمكن أن يساعدها على التراجع والتركيز على احتياجاتها الشخصية .
التنفيس كان بمثابة دلالة على أننا فى الطريق الصحيح .الفحص الجسدى المبدأى أكّد ذلك .لدينا خط البداية ويمكننا أن نقوم بالتغيير .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)