الخميس، 4 مايو 2017
انضم إلى السادية
والدة كاثي نوعا ما غير مستقرة، و بأسوأ الطرق. عند نشأة كاثي كانت أمها تحاول أن تجد طرقاَ لكي تلقي اللوم و تهاجمها و تعاقبها هي و أخواتها. كانت تجرح مشاعر الأطفال، و كانت صعبة جدا في بعض الأحيان. كان من الصعب التأقلم مع حالتها المزاجية المتقلبة و غضبها. و لكن في بعض الأحيان كانت، تصبح كريمة و عطوفة و تعتني بالأمور التي تحجات لإحتياجات مادية.
عانت كاثي من مشاكل عدة في زواجها. ففي بعض الأحيان كانت تبدو حنونة جدا، و لكن أحيانا أخرى تصبح شكاكة و فاقدة للثقة، و قد تصبح مزاجية جدا و تنتقد نفسها. كانت مرعوبة جدا من طريقتها عندا تلاحظ أنها تقلد سلوك أمها، و استطاعت أن ترى التأثيرات الهدامة على زوجها.
و لكنها شعرت بأنها عالقة للغاية، و أصبح من السهل اثارة حالتها، وجدت انه تقريبا من المستحيل أن تتوقف عن فعل هذا النوع من التصرفات. و علمت أن هذا يدمر زواجها، لذلك أتت طالبة للمساعدة.
في الجاشطالت نتقدم في اتجاه المشكلة، بدلا من الاتجاه في الابتعاد عنها. مشكلة كاثي هي أنها كانت تتحول الى ما كانت تخشاه. رأينا أن مقاومتها هي جزء من المشكلة، و نحن لا نريد أن نحاول مساعدة الشخص ليتغير. بدلا من ذلك فاننا فقط نساعد على العمل ضد المقاومة.
فأشرت الى أن هذا النوع من التصرفات و التي هي عانتها من أمها تعتبر تصرفات سادية. فوافقتني كاثي على رأيي. كما أنني أشرت بأن تصرفاتها تطابق هذا التصرفات. كان ذلك بلغة صارمة، و لكن اسطاعت كاثي أن تلاحظ فعالية هذه الطريقة و تسمية ما كان يحدث.
فدعوتها الى التركيز على هذه الجزئية أثناء القيام بتجربة. فطلبت منها ببساطة أن تكرر الجملة: "أريدك أن تشعر بالألم الذي أشعر به". هذه الجملة تظهر تعبر عن المحفزات العلاقية الكامنة للسادية. كلا من أم كاثي، و الآن كاثي يعانون من ألم كبير، و التصرفات السادية تحتوي على اشتياق كامن.
حاولت كاثي تكرار الجملة مراراَ، و على الرغم من أنها وجدت الأمر صعبا، ولكن شعرت في الحال أن هذه هي الحقيقة.
باحراز التقدم في اتجاه السادية لديها إستطاعت أن تتملك زمام الأمر.
بعد ذلك جعلت التجربة أكثر صعوبة فطلبت منها بأن تتخيل أنها تكلم زوجها و هي في حالتها المزاجية العكرة. فقامت بتكرار نفس الجملة. ثم سألتها عن شعورها لنرى تأثير التجربة عليها.
شعرت بالغثيان، خليط بين الكراهية ة الخزي و المتعة.
كان هذا قلب الهدف المنشود. من خلال التقدم مباشرة في اتجاه السادية، و المشاعر المصاحبة لها، استطعنا بلوغ مركز المحفزات، عن طريق الاختبار بدلا من الاكتفاء بوصف ما يحدث. بواسطة وضع كاثي في مركز التجربة، حيث أتخاذ القرارت الوجودية يصبح جلياَ.
بعد ذلك دعوتها لتقوم بالتنفس، لكي تجد مركزها. في الخطوة التالية طلبت منها أن تتصور أمها و هي تبتسم بسادية. و للمرة الثانية، شعرت بالقلق الشديد ، التوتر و الغثيان، طلبت منها أن تستحضر صورة القوة- الوجه القوي لبوذا. جعلها ذلك تهدأ.
بعدها جعلها تقوم بأمرين، رؤية أمها، الإحساس بالمشاعر، ثم تتخيل بوذا و تهدئ نفسها.
فطلبت منها أن توجه حديثا إلى أمها و تقول: "أنا متصلة بك عندما أكون سادية".
أظهر هذا جانباَ آخر من المحفز العلاقي، عندما تتصل جميع الحقول- الماضي و الحاضر أصبحا معا. السادية القصوي اندرجت في توحد كاثي مع أمها في صورة ما كانت كاثي يوما لتبلغها. و هذه هي الكيفية التي بها نتحول إلى ما نخشاه.
لذلك بالقيام بهذه العملية، تملك زمام التصرفات السادية، تملك زمام الرابط بينها و بين أمها، و في نفس الوقت الإحساس بالمشاعر التي تراودها و أمتلاك التصور الذي يهدءها. صار لديها القدرة على اجراء تغيير ايجابي في علاقتها و في تصرفاتها.
شعرت بالخلاص، و شعورا بالتجدد. طلبت منها بأن تمارس هذا التمرين عندما تراودها هذه المشاعر مرة أخرى.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق